الرجوع للعدد الكامل
الأربعاء, 15 ديسمبر 2021

مقابلة مع محمود نوح الشريك المؤسس لكابيتر وأحد مؤسسي سويفل

إنتربرايز تحاور محمود نوح، الشريك المؤسس في كابيتر وأحد مؤسسي سويفل: تصدر اسم شركة كابيتر للتجارة الإلكترونية بين الشركات ومنافذ البيع العناوين مؤخرا بعد جمعها 33 مليون دولار، في واحدة من أكبر جولات التمويل الأولية في مصر. انطلقت كابيتر رسميا في يوليو 2020 بهدف العمل على نموذج أعمال إلكتروني هجين يجمع بين العمليات والسوق وتمويل نماذج الأعمال، مع التكنولوجيا والشركات الصغيرة والمتوسطة، في قطاعات الأغذية والمشروبات والسلع الاستهلاكية والإلكترونيات. توفر الشركة كل هذه المنتجات للمؤسسات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والتي يكون بإمكانها طلب كميات من المخزون واستلامها، مع تسهيلات في الدفع لاحقا، وكل ذلك عبر منصة واحدة.

شارك محمود نوح (لينكد إن) في تأسيس الشركة، وهو أيضا أحد مؤسسي سويفل، شركة النقل الجماعي المصرية الناشئة التي تستعد للطرح في بورصة ناسداك من خلال الاندماج مع شركة الاستحواذ ذات الغرض الخاص كوينز جامبيت جروث كابيتال.

حاورنا نوح، الذي لا يزال مساهما في سويفل إلى جوار شغله منصب الرئيس التنفيذي في كابيتر، وتحدثنا عما تعلمه من العمل في سويفل وكيف ساعده هذا في بناء كابيتر.

وهذه مقتطفات محررة من الحوار:

"أنا ممتن جدا وفخور للغاية برحلتي مع سويفل"، هكذا يقول نوح، واصفا إياها بأنها "نقطة تحول" في حياته. ويضيف أن الدروس التي تعلمها في سويفل تعد الآن أساس عمله في كابيتر: "الآن يمكنني بناء شيء بهيكل أكثر استقرارا، ويمكن توسيعه بشكل أسرع".

تتعامل كابيتر مع سوق بمليارات الدولارات، إذ يشير نوح إلى أن صناعة التجزئة تسيطر على 87-90% من الاقتصاد. تضم مصر "1.9 مليون محل وشركة صغيرة ومتوسطة، بحجم سوق يصل إلى 120 مليار دولار، وعند النظر من المغرب إلى باكستان، يقفز هذا الرقم إلى 500 مليار دولار"، وفقا لنوح. ويشير إلى أنه حين تفحص السوق تجد أن 70-80% من التجار يعانون من نقص الخدمات، لأنهم إما لا يستطيعون الحصول على تمويلات أو لأنهم يعيشون في مناطق نائية ولا تصل إليهم أغلب المنتجات. إضافة إلى أن أي منتج لا بد أن يمر من خلال 4-5 أطراف بعد تصنيعه من أجل الوصول إلى التجار.

تعالج كابيتر هذه القضايا من خلال ثلاثة نماذج أعمال: عمليات البيع بالتجزئة، والسوق، والتمويل. وهذا يعني أن الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر يمكنها شراء المنتجات من البائعين وتخزينها في مستودعات تستأجرها من كابيتر، لحين تسليمها بعد ذلك إلى المحلات عبر أساطيل تابعة لجهات خارجية. تضع كابيتر كذلك المنتجات على منصتها، وتوصلها للتجار نيابة عنهم. وأخيرا تستخدم الشركة نموذج الشراء الآن والدفع لاحقا، والذي يسمح لتجار المنتجات ذات القيمة العالية بالحصول على تسهيلات تمويلية بالشراكة مع البنوك والمؤسسات المالية المصرية.

تؤسس الشركة موثوقيتها في السوق من خلال امتلاك شبكة سلسلة التوريد وإدارتها تكنولوجيا. يقول نوح: "من ناحية التاجر، نرفع عنه عبء الاضطرار إلى الاتصال بـ 40-50 موردا كل يوم لضمان تسليم المنتجات، والانتظار للحصول على السيولة بسبب نقص خيارات التمويل". أما من ناحية البائع، "نحل مشكلة الوصول إلى التجار ونجعل سلسلة التوريد أكثر فعالية من حيث التكلفة من خلال تحسين تكلفة التكنولوجيا". توفر منصة كابيتر للمصنعين والبائعين معرفة المشتري النهائي للمنتج، مما يساعدهم في ضبط استراتيجية دخول السوق وتحديد حصتهم فيها.

كابيتر تنمو بمعدل 30 ضعفا كل شهر منذ انطلاقها، وفق نوح، وتضم اليوم على منصتها أكثر من 70 ألف تاجر، و10 مراكز للتزويد بالمنتجات، و1500 من الموظفين والعمال، وتغطي سبع مدن مصرية. يوضح نوح أن المعاملات على المنصة تتجاوز مئات الآلاف من الجنيهات شهريا، وتتوقع الشركة التواجد في 9 مدن بحلول نهاية العام الجاري.

كابيتر في طريقها الآن للتوسع بالخارج: أضاف نوح أنه بحلول بداية عام 2022، ستعمل الشركة خارج مصر. وتهدف إلى إضافة قطاع أو سوق جديدة أو اثنين تحت مظلتها كل ربع لتغطية كل شيء بداية من مواد البناء إلى الأثاث بحلول نهاية العام المقبل.

الدرس الأكبر المستفاد من تجربة سويفل هو تعيين فريق قام بتأسيس شيء مشابه من قبل: قال نوح إنه لم يكن هناك حاجة إلى إضاعة قدر كبير من الوقت في تأسيس شيء فعلناه في السابق، مضيفا "قمنا بكل ذلك من قبل، لذا كل ما تحتاجه هو جلب الأشخاص الذين أدوا هذه المهمة في السابق وتوطين المنتج أو الخدمة لبقعة جغرافية وثقافية مختلفة". جاء موظفو كابيتر من ثمانية دول مختلفة وعملوا في شركات مثل أمازون وفليبكارت.

كما أن للبنية الأهمية ذاتها: وجود هيكل أو بنية واضحة تسمح للناس بالنمو يسهم في تعزيز ثقافة الشركة، حسبما قال نوح لإنتربرايز. هذه مسألة بالغة الأهمية للحفاظ على المواهب وتحديد كيفية تواصل الفريق والمسار المهني للموظفين.

تذكرنا سويفل دائما بأن هناك أهداف أكبر لتحقيقها. أطلقت شركات كبرى نماذج أعمال تعتمد على استخدام الحافلات في النقل في الوقت الذي كانت فيه سويفل قد بدأت في المجال، من بينها أوبر وكريم. قال نوح إن هناك من كان يخبرهم كل يوم أكثر من مرة أن المنافسة ستسحقهم.

لكن المنافسة الشرسة إشارة جيدة وتعمل على زيادة حالة الوعي في السوق: شهدت ساحة التجارة الإلكترونية التي تقدم خدمات الشركات لشركات (B2B) ظهور العديد من الشركات الناشئة التي تتسابق لحل أزمة سلسلة التوريد من خلال التكنولوجيا وإنشاء ساحة أكثر تنافسية. لكن المفهوم نفسه لا يزال جديدا على السوق ويستلزم جهدا جديا لرفع الوعي وتثقيف السوق. يقول نوح: "يساعدنا ذلك على النمو بصورة أسرع ويبقينا جاهزين لكل الاحتمالات". يتوقع نوح أن نشهد عمليات دمج واستحواذ في المستقبل، إذ بدأت الشركات في التكتل لإنشاء كيانات أكثر قوة.

يعد تنويع محفظة المستثمرين مهما: أوضح نوح: "لدينا قائمة متنوعة من المستثمرين وهذه واحدة من الأشياء التي تعلمتها في سويفل، وهي أهمية اختيار المستثمرين الذين سيساعدونك على التقدم".

ورغم زيادة توافر رأس المال في الأعوام الماضية، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة سهولة جمع التمويلات. قال نوح إن جمع التمويل سيظل صعبا، بغض النظر عن عدد الكتب التي قرأتها (في هذا الشأن) وعدد الشركات التي أسستها من قبل. رغم أن الجولات الاستثمارية ما بعد التأسيسية باتت أكبر الآن مما كانت عليه في السابق، إلا أن المنافسة بين الشركات والمستثمرين أكبر أيضا، ما يضيف شيئا من الصعوبة على عملية صعبة بالفعل، بحسب نوح.

لكن عام 2021 على وجه التحديد شهد عددا من الجولات الضخمة، من بينها جولة تمويلية بقيمة 120 مليون دولار جمعتها شركة إم إن تي حالا المصرية للمدفوعات الإلكترونية، والتي قد تكون أكبر جولة تمويلية في مجال التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لا تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحاجة إلى المزيد من تمويلات نمو أو زيادة رأس المال. جمع التمويل في المرحلة التأسيسية سهل جدا، وتزيد صعوبته عند جمع جولة تمويل أولية ويصبح أكثر صعوبة عند جمع جولة تمويلية ثانوية، بحسب نوح. عند النظر إلى المنطقة، هناك نحو ثلاثة مستثمرين في هذا المجال، واحد منهم نشط بدرجة ما، ولهذا في النهاية، تحتاج الشركات الناشئة إلى جمع تمويلات من صناديق في الخارج، وفقا لما أوضحه نوح. "هناك مبادرتين في هذا الصدد، لكن المستثمرين بحاجة إلى مضاعفة تمويلات زيادة رأس المال لأن هذا ما تحتاجه لبناء الاقتصاد".

لدى كابيتر خطط طويلة المدى للاكتتاب العام، والتي تأمل أن ترى النور في غضون الأعوام الخمسة المقبلة، بحسب نوح. وبحلول ذلك الوقت، تخطط الشركة إلى أن تعمل في عشرات الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يختتم نوح حديثه قائلا :"نبحث أيضا عن عمليات دمج واستحواذ محتملة، لأننا نعتقد أنه سيكون أفضل في تحديد شكل السوق".

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).