الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 13 ديسمبر 2021

مشهد الطباعة ثلاثية الأبعاد في مصر

مشهد الطباعة ثلاثية الأبعاد في مصر: صناعة شابة ولكن إمكانات التغيير كبيرة: الطباعة ثلاثية الأبعاد صناعة ناشئة في مصر والعالم، بإمكانات كبيرة قادرة على إحداث ثورة في العديد من المجالات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الطب، والسيارات، والفضاء، والإنشاءات، بسبب حلولها منخفضة التكلفة والقابلة للتخصيص والتعديل. ومع التوقعات بتضاعف السوق العالمية للطباعة ثلاثية الأبعاد ثلاث مرات خلال السنوات الخمس المقبلة، فإن تقنيات التصنيع ثلاثية الأبعاد وجدت لنفسها موطئ قدم آخذا في الاتساع في مصر، مع ظهور مختبرات التصنيع ثلاثي الأبعاد في الجامعات، والجميع في حاضنات الأعمال ومساحات الابتكار وحتى شركات التكنولوجيا الطبية الناشئة تتطلع إلى تقديم ابتكارات جديدة في هذا المجال للأسواق العالمية.

إذا كنت لم تسمع عن الطباعة ثلاثية الأبعاد من قبل، هي شكل من أشكال التصنيع التجميعي، والذي يتيح تكوين قطع ثلاثية الأبعاد باستخدام التصميمات بمساعدة الحاسوب. ومن خلال تلك الطابعات يمكن إنتاج تلك القطع، وتتراوح تلك الطابعات من أجهزة يمكن أن تضعها في منزلك لإنتاج أشياء صغيرة الحجم يمكن استخدامها على سبيل المثال للأغراض الطبية أو الهندسية، وحتى الطابعات الضخمة التي يمكنها بناء منازل كاملة.

حسنا، ولكن كيف تعمل؟ التصنيع التجميعي على عكس التصنيع التقليدي، يعمل عن طريق تكوين طبقات بدلا من إزالتها لصنع منتج – كالفارق بين إضافة طبقات من الطين لتشكيل تمثال (التصنيع التجميعي) وبين نحته من الخشب (التصنيع التقليدي). عملية تكوين الطبقات تقلل فاقد المواد الأولية وتتيح تصنيع أشياء أكثر تعقيدا سيكون من الأصعب والأكثر تكلفة إنتاجها بالطرق التقليدية. وإضافة إلى استخدامها لصنع نماذج سريعة، يتيح التصنيع التجميعي للمصممين إنتاج قطع غيار منخفضة التكلفة.

إنها تكنولوجيا تصنيع لا مركزية وقابلة للتخصيص ما يجعلها حقا متعددة الاستخدامات: تطورت تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد بشدة منذ الثمانينات، واليوم يمكن لأي شخص متصل بالإنترنت ولديه قدرة على الوصول إلى معمل أو طابعة من هذا النوع أن يجرب بنفسه الطباعة ثلاثية الأبعاد. ومن السهل تحميل التصميمات مفتوحة المصدر لإنتاج آلاف الأشياء والمعدات، أو إذا كنت تجيد استخدام برامج التصميم ثلاثي الأبعاد يمكنك تصميم ما تريده بنفسك. وهو ما يجعل الطباعة ثلاثية الأبعاد أحد أكثر تقنيات التصنيع تنوعا من حيث أغراض الاستخدام، وأكثرها لا مركزية.

كان "فاب لاب إيجيبت" واحدا من أوائل مختبرات التصنيع لهذه التقنية في مصر، والذي أطلق في عام 2012. "فاب لاب إيجيبت" عضو في شبكة فاب لاب العالمية التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ولديه شبكة من معامل وورش التصنيع في جميع أنحاء مصر. يدير "فاب لاب إيجيبت" صنعة تك، وهي شركة دشنها مؤسسو المختبر في عام 2016. عملت المؤسسة مع عدد من الشركات متعددة الجنسيات من بينها إنتل وأورانج وديل على منتجات مصنعة رقميا.

لاعب آخر مهم في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد في مصر: أُطلقت شركة كريتابلز الهندسية للطباعة ثلاثية الأبعاد في عام 2018 ومقرها المقطم وطورتها كايرو هاكرسبيس وتتخصص في التصنيع الرقمي وتقدم تقنية التصميم بمساعدة الكمبيوتر والمسح الضوئي ثلاثي الأبعاد ومصنع للطباعة ثلاثية الأبعاد. استفادت قطاعات الهندسة والهندسة المعمارية والفن وصناعة الأفلام استفادت جميعا من هذه التقنية، حسبما قال هادي محمد، أحد مؤسسي "كريتابلز" في تصريحات لإنتربرايز.

الجامعات وحاضنات الأعمال تعد مكانا مثاليا لمختبرات التصنيع ثلاثي الأبعاد، لذا فليس من المستغرب أن يستضيف مركز ريادة الأعمال بجامعة هليوبوليس مختبرا صغيرا للتصنيع، وأن يعمل على توسيعه بالتعاون مع شركة صنعة تك. المختبر مفتوح لطلاب الجامعات لإنشاء نماذج أولية وتطويرها، وفق ما أخبرنا به المدير التنفيذي للمركز كريم ملواني. يعمل المركز بشكل أساسي الآن لأغراض البحث والتطوير، لكنه يأمل أن يضيف ماسحا ضوئيا ثلاثي الأبعاد للسماح بتصميم منتجات أكثر تطورا.

تأثير طبي ضخم: في ذروة جائحة "كوفيد-19"، شاركت هذه التكنولوجيا في طباعة مسحات الاختبار والبدل الواقية والأجهزة الطبية وأجزاء من أجهزة التنفس الصناعي، وكل هذا ما هو إلا جزء بسيط مما يمكن فعله بالطباعة ثلاثية الأبعاد. واليوم، يختبر الأطباء كيف يمكن استخدامها في الطب التجديدي لطباعة أجزاء صغيرة من الجسم، وربما بعض الأعضاء، بينما يجري استخدامها حاليا في الأطراف الصناعية وتجهيز الأطباء للعمليات الجراحية المعقدة. ويعد معمل التصنيع الرقمي التابع لجيزة سيستمز جزءا من مؤسسة جيزة سيستمز التعليمية، ويعمل على تصميم وطباعة الأطراف الصناعية والكراسي المتحركة المتخصصة وحتى العيون الصناعية لمساعدة ذوي الإعاقة.

صناعة طب الأسنان في مصر تتبنى التكنولوجيا: منذ أربع سنوات وشركة Mogassam الناشئة تعمل على تصنيع طابعات ثلاثية الأبعاد لطب الأسنان، وقد تمكنت من بيع 120 طابعة حتى الآن، ولديها خطط لتوسيع المبيعات في الولايات المتحدة العام المقبل. ويقول المؤسس المشارك أحمد عادل لإنتربرايز إن صناعة طب الأسنان تبنت تلك التكنولوجيا سريعا، وتحول أطباء الأسنان من العمل بأيديهم إلى العمل على أجهزة الكمبيوتر، وصاروا يتكيفون مع مجال سريع التطور يسمح لهم بطباعة كل شيء، من التاج الدائم حتى التقويم الشفاف وطقم الأسنان والقشرة وغيرها. ويؤكد عادل تفاؤله بأن مصر يمكن أن تخطو خطوات واسعة في استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في المجال الطبي، مشيرا إلى أنه "مجال جديد على العالم كله، لذا فإن الفجوة بين مصر وبقية العالم ليست كبيرة".

تأثيرها على التصنيع: تستخدم المصانع في مصر الآن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لاستبدال التروس أو قطع الغيار في خطوط الإنتاج، حسبما قال محمد. في بلاد أخرى مثل الولايات المتحدة، تُستخدم التقنية بصورة روتينية في التصنيع والنمذجة الأولية في عدد من الصناعات مثل صناعة الطائرات والسيارات.

هل أنت جاهز لطباعة العاصمة الجديدة؟ ليس تماما، لكن هناك إمكانية: تخيل منزل يجري بناؤه على شكل بسكوتة آيس كريم حيث يلتف حول بعضه البعض لتكوين مسكن لعائلة ما، وذلك في أربع وعشرين ساعة. هذا متاح بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، حتى أن بعض الشركات تستخدم هذه التقنية لإنشاء أحياء بأكملها، فيما يستخدمها آخرون للحد من معدلات التشرد وتوفير مساكن اجتماعية منخفضة التكلفة لمحدودي الدخل وملاجئ لضحايا الكوارث. وبسبب عدم وجود برهان طويل الأجل على الفكرة، فإن المستثمرين ما يزال لديهم تخوفات من استدامة المنازل المبنية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، لكن بعض الشركات تراهن على أتمتة عملية البناء بسبب إمكانية تقليلها لتكلفة العمالة وإنتاج انبعاثات أقل وتغيير المنتج النهائي بصورة أسرع.

هل ترغب في معرفة المزيد؟

  • يمكنك مشاهدة هذا الفيديو من موقع ماشابل الذي يقدم شرحا حول تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
  • يمكنك أيضا مشاهدة هذا الفيديو عن منزل يجري إنشاؤه باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وفيديو آخر يظهر كيف يمكن بناء 10 منازل من طابق واحد في 24 ساعة باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد في الصين.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).