تقاليد الاحتفال بعيد الميلاد.. أكثر من مجرد الغناء وفطائر اللحم المفروم
تتجاوز تقاليد الكريسماس الأغاني وفطائر اللحم: بالنسبة للكثيرين منا، يستحضر موسم الأعياد صور جوارب معلقة بجانب مدخنة مشتعلة والأشجار المليئة بالزخارف والهدايا والديك الرومي وبسكويت الزنجبيل وأغاني الكريسماس. ولكن على الرغم من أن التقاليد التي تتمحور حول الغرب قد تهيمن على احتفالات عيد الميلاد في الثقافة الشعبية، فقد طورت الدول في جميع أنحاء العالم طرقا فريدة خاصة بها للاحتفال بالعيد – غالبا ما تمزج الموضوعات الدينية مع نكهاتها الثقافية المميزة.
تتنوع أنشطة عيد الميلاد في جميع أنحاء العالم: في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، يشهد صباح الكريسماس حشودا من رواد الكنيسة الذين يتزلجون على الجليد وهم يشقون طريقهم إلى القداس. فيما يكون الوضع على النقيض في فنلندا، حيث يقضي الناس ليلة عيد الميلاد في الساونا قبل التوجه إلى الاحتفالات المسائية.
وبعضها غريب للغاية: جزء أساسي من الكريسماس في السويد هو مشاهدة عرض بطوط الخاص بعيد الميلاد في الساعة 3 مساء، والذي يقال إن أكثر من 40% من السكان لا يزالون يتابعونه بانتظام. في كاتالونيا، تيو دي نادال-هي عبارة عن جذع شجرة له أرجل صغيرة وقبعة حمراء – يعتنى بها ويقدم لها الطعام في الفترة ما بين 8 و24 ديسمبر. ثم في ليلة عيد الميلاد، يضرب الأطفال تيو دي نادال بالعصي ويغنون لتشجيعه على إخراج الهدايا والحلويات، قبل إلقائه في النار.
نجد شخصيات غريبة ورائعة: يعتقد أن كرامبوس، الرفيق الشرير للقديس نيكولاس، يسير في شوارع النمسا في وقت عيد الميلاد بحثا عن الأطفال الأشقياء. في أيسلندا، الشخصية الشريرة تتمثل في قطة عملاقة – يول كات – من المتوقع أن تراها وهي تتجول، وعلى استعداد لالتهام العمال الذين لم يعملوا بجد كاف. في إيطاليا، قيل إن امرأة عجوز تدعى بيفانا تزور الأطفال في 5 يناير وتترك لهم الحلويات والهدايا. وفي النرويج، يعتقد أن السحرة والأرواح يخرجون لبعض المرح عشية عيد الميلاد.
عندما يتعلق الأمر بالطعام، فإن الديك الرومي ليس مفضلا للجميع: يفضل البعض الدجاج المقلي وكعك عيد الميلاد. في اليابان، أصبح شعار "Kurisumasu ni wa kentakkii" (كنتاكي لعيد الميلاد) مشهدا متكررا معروفا، حيث تتجه العائلات غالبا إلى كنتاكي لتناول وجبة خاصة عشية عيد الميلاد. في الصين، يقومون بتبادل "تفاح السلام" في عيد الميلاد على أنه هدايا: تغليف التفاح بورق ملون أو وضعه في صناديق خاصة. وفي جنوب أفريقيا، تعتبر اليرقات المقلية من الأطعمة الشهية المفضلة. من المفترض أن تجلب الحشرات الزاحفة المخيفة الحظ لمن يأكلها.
من المعتاد في ألمانيا إخفاء مخللات في أغصان شجرة عيد الميلاد وتقديم هدية للطفل الذي يجدها. بينما في أوكرانيا، يحب الناس وضع زخارف تشبه شبكات العنكبوت المغطاة بالندى، بدلا من الأضواء الخيالية والحلي. في الفلبين، تصنع فوانيس عيد الميلاد الخاصة من الخيزران والورق، وتعلق في جميع أنحاء البلدات والقرى. وبينما تعتبر السنغال دولة مسلمة في الأساس، فإن عيد الميلاد – مثل مجموعة الأعياد المسيحية والإسلامية – يحتفل به على نطاق واسع. أشجار عيد الميلاد والأقنعة السنغالية التقليدية المغطاة بالأضواء هي الزينة المفضلة في عاصمة البلاد، داكار.
هل تحلم بعيد الميلاد مغطى بالثلج؟ ليس في جنوب الكرة الأرضية. مع حلول عيد الميلاد في ذروة الصيف في أستراليا ونيوزيلندا، غالبا ما يحتفل بيوم عيد الميلاد بوليمة في حفل شواء وقت الغداء، قبل التوجه إلى الشاطئ. نيوزيلندا لديها أيضا شجرة عيد الميلاد الأصلية الخاصة بها: شجرة بوهوتوكاوا الجميلة ذات الأزهار الحمراء.