مؤامرة شركات الأدوية
أثار العيش في ظل وباء عالمي تكهنات لا نهاية لها بشأن صحتنا، وأثبت أنه أرض خصبة لأصحاب نظريات المؤامرة لدحض كل شيء من سلامة اللقاحات إلى وجود الفيروس المسبب لـ "كوفيد-19" نفسه. لكن المؤامرات الطبية سبقت الوباء، وسنلقي نظرة على بعضها أدناه.
احذر، شركات الأدوية الكبيرة، السيئة، الجشعة، تسعى لوضع أيديها على أموالك: يدعي أصحاب نظريات المؤامرة أن شركات الأدوية الكبرى مثل جونسون أند جونسون وفايزر تسعى إلى علاج الأمراض بدلا من الشفاء منها، مما يعني أن عقاقيرهم تهدف إلى القضاء على أعراض المرض بدلا من التخلص منه بشكل مباشر. الحافز: حث المستهلكين على شراء الدواء على مدار حياتهم وليس مرة واحدة فقط، مما يؤدي في النهاية إلى جلب المزيد من الأموال. ولكن، كما خمنت على الأرجح، هذا ببساطة ليس صحيحا: تطوير العلاجات بدلا من الدواء هو استراتيجية خاسرة. وذلك لأن صناعة الأدوية تتمتع بقدرة تنافسية عالية، لذا فإن الأدوية التي تتحكم في مرض ما ستخرج دائما من المنافسة من قبل الآخرين الذين يمكنهم القضاء على المرض. مثال على ذلك، استخدم دواء ريبافيرين وانترفيرون لعلاج التهاب الكبد الوبائي سي خلال عقود حتى الآن، ولكن عندما ظهر سوفالدي – وهو دواء يعالج المرض طورته شركة جلياد ساينسيز – في السوق في عام 2013، حقق الدواء أكبر ربحية في القطاع الدوائي على الإطلاق، وسجل مكاسب وصلت إلى 8.5 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى بعد إطلاقه.
تعديل الجينات "سيئ"، أليس كذلك؟ حسنا، قادت نظريات المؤامرة الغالبية العظمى من الناس إلى الاعتقاد بذلك، بدعوى أن المحاصيل المعدلة وراثيا ضارة لكل من البشر والبيئة. بدأ كل شيء عندما زعم العلماء لأول مرة أن الكائنات المعدلة وراثيا أكثر عرضة للأمراض، ما يجعلنا نستخدم المزيد من المبيدات للحفاظ على سلامة الزرع. لكن النظرية خرجت عن السيطرة، إذ ادعى البعض أن المحاصيل المعدلة تستخدم لتقليل خصوبة الرجال الأفارقة والقضاء على الأفارقة من سكان العالم. كل هذه الادعاءات الغريبة مدعومة بعلم زائف. تبين أن معدلات الخصوبة والمحاصيل لا علاقة لها ببعضها البعض. لكن أساس نظرية المؤامرة نفسها نفته الدراسات التي أظهرت أن الكائنات المعدلة وراثيا ليست أكثر عرضة للأمراض من نظيراتها غير المعدلة، على العكس من ذلك، تعديل المحاصيل وراثيا كان لرفع مقاومتها لمسببات الأمراض.
لكن من أين أتى "كوفيد-19"؟ أتى من الخفافيش، من المختبرات: يبدو أن الناس في كل مكان لديهم رأي في هذه المسألة. من ناحية أخرى، تدعي نظرية الخفافيش أن الفيروس انتقل من الخفافيش إلى البشر عندما تناول شخص ما حساءً يحتوي على خفاش مصاب في سوق ووهان في الصين. من ناحية أخرى، تقول نظرية المؤامرة أن الفيروس جرى تخليقه في مختبر ووهان كسلاح بيولوجي لمساعدة الصين على السيطرة على العالم. الحقيقة هي أننا لا نعرف على وجه اليقين من أين أتى الفيروس، بعد أن جاءت مهمة لتقصي الحقائق في ووهان في وقت سابق من هذا العام خالية الوفاض.
ولا ننسى مناهضي التطعيم، من يفسدون علينا وجودنا: إحدى العقبات الرئيسية أمام تحقيق معدلات التطعيم الكافية عالميا. من خلال تعريض الجميع لخطر الإصابة بالفيروس، فإن مناهضي التطعيم لا يؤذون أنفسهم فحسب، بل يضرون المجتمع ككل. فلماذا يرفضون التطعيم؟ هناك مجموعة متنوعة من الأسباب: يدعي البعض أن اللقاح يحتوي على رقاقات دقيقة تعمل بتقنية الجيل الخامس مصممة لتتبعهم، بينما يعتقد البعض الآخر أن اللقاح قد يكون غير آمن وغير فعال. حتى أن البعض يذهب إلى حد إنكار وجود الوباء. على أي حال، فإن النظريات تتعارض مع الدراسات التي جرى مراجعتها من قبل الأقران والتي أثبتت أن لقاح "كوفيد-19" ليس له آثار ضارة طويلة المدى. في النهاية، قد يكون اللقاح هو الطريقة الوحيدة للتخلص من فيروس كورونا مرة واحدة وإلى الأبد.