الرجوع للعدد الكامل
الأحد, 1 أغسطس 2021

المنشطات والرياضة في زمن الوباء

المنشطات لا تزال متفشية في الرياضة.. والأولمبياد ليس استثناء: من المؤكد أن صفحات التاريخ ستخصص جزءا مهما لأولمبياد طوكيو 2020، ولا عجب فاسم الدورة نفسه يحمل "تاريخا" قديما. بالطبع الكل يعرف أن المنافسة دون جمهور ودخول اللاعبين في فقاعة طبية هي إجراءات مهمة لسلامة المشاركين، لكن هذه الظروف بالذات تسهل على بعض الرياضيين تفادي اكتشاف تعاطيهم المنشطات، وفقا لتقرير نشرته مجلة الإيكونوميست. مسألة تعاطي بعض الرياضيين لمنشطات الستيرويد أو الإريثروبويتين، أو غيرها من المواد التي تساعد على تجميع العضلات وتنشيط الدم، وتسمح لهم بالتدريب بقوة أكبر من نظرائهم الذين لا يتعاطون المنشطات، شائعة في الأولمبياد على مر التاريخ، لكن الجائحة فاقمت المسألة.

هل هي منتشرة حقا؟ لا نعرف، ولا يبدو أننا سنعرف أصلا، فتعاطي المنشطات ليس من الأمور التي يحب الرياضيون التحدث عنها لوسائل الإعلام كما نعلم. في عام 2018، وهو آخر عام تتوفر عنه بيانات من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، فُرضت عقوبات على 0.6% من الذين خضعوا لاختبارات المنشطات. وكانت نسبة التعاطي الأكبر في كمال الأجسام وركوب الدراجات وألعاب القوى ورفع الأثقال، وحلت روسيا وإيطاليا وفرنسا في المقدمة من حيث أعلى نسبة في الحالات.

لكن هذه النسبة الصغيرة ربما تكون أبعد ما تكون عن الحقيقة، وهو ما تشير إليه دراسة أجريت عام 2018. ببساطة، وجه القائمون على الدراسة سؤالا إلى أكثر من ألفين من الرياضيين المتنافسين في بطولتين هما بطولة العالم لألعاب القوى ودورة الألعاب العربية، وضمنوا لهم أن تكون إجاباتهم مجهلة تماما وغير قابلة للتعقب. السؤال كان عن تعاطي المنشطات خلال العام السابق، والإجابات جاءت إيجابية بنسبة 43.6%.

تتوقع مجلة الإيكونوميست أن ما بين 10-40% من المتنافسين في دورة الألعاب الأولمبية الحالية يمكن أن يكونوا غشاشين، على الرغم من عدم تقديم دليل.

في حالة روسيا.. كل شيء ممكن: إذا كنتم تتساءلون عن سبب تنافس الرياضيين الروس تحت اسم اللجنة الأولمبية الروسية، فالإجابة ببساطة هي حرمان روسيا من المنافسة منذ فضيحة 2014، حين عرف العالم أن السلطات الروسية كانت تمنح المنشطات للاعبين بشكل منظم قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافتها في سوتشي. مصطلح "حرمان" يأتي بشكل فضفاض هنا، فالرياضيون الروس مسموح لهم بخوض المنافسات ورفع علم بلادهم، لكن لا يسمح لهم باستخدام النشيد الوطني أو ارتداء الملابس التقليدية.

هل رفعت الجائحة من نسبة التعاطي؟ لا بد أن نعلم أن تأثير المنشطات يستمر لفترة أطول من بقائها في الدم. وللتغلب على هذا، يخضع الرياضيون لاختبارات عشوائية في أوقات مختلفة حتى حين لا يلعبون في البطولات، لكن حظر السفر بسبب "كوفيد-19" أربك هذا النظام.

المنشطات تثير الشكوك حول الأرقام القياسية العالمية: من المعروف أن الفترة الممتدة منذ السبعينيات وحتى بدايات القرن الحادي والعشرين هي "العصر الذهبي" لتعاطي المنشطات. فمع الانتشار الكبير للتعاطي وتراخي الاختبارات، تحطمت العديد من الأرقام القياسية العالمية خلال تلك الفترة القصيرة. فمثلا، ظلت 8 أرقام قياسية فقط صامدة من أصل 16 رقما للسيدات في سباقات المضمار والميدان، ومنها الرقم الذي حققته فلورنس جريفيث جوينر عام 1988 في سباق 100 متر بـ 10.49 ثانية، والذي لا يزال صامدا طيلة ثلاثة عقود حتى الآن، وحتى أسرع امرأة في العالم حاليا لم تتمكن من كسره، وهي الجامايكية شيلي آن فريزر برايس، التي تستعين بأحذية رياضية مصممة خصيصا من أجلها بتقنيات معينة.

التكنولوجيا الجديدة والقواعد الصارمة جعلت الغش أصعب: هناك جوازات السفر البيولوجية التي تراقب المؤشرات الفسيولوجية والبيولوجية لدى الرياضيين والمستخدمة منذ أكثر من عقد، وهناك أيضا القواعد التي تلزم الرياضيين بإبلاغ سلطات مكافحة المنشطات بأماكن وجودهم وتحركاتهم باستمرار لتسهيل خضوعهم اختبارات مفاجئة.

الولايات المتحدة تحاول استعراض عضلاتها: تزعم أمريكا أنه بموجب قانون رودتشنكوف الذي أقره الكونجرس في ديسمبر، فإن بإمكانها إصدار أحكام قضائية جنائية على المشاركين في مسابقات دولية تضم لاعبيها. من الناحية النظرية، يمنح القانون السلطات الأمريكية حق إصدار أحكام تصل إلى السجن لمدة 10 سنوات وغرامات تصل إلى مليون دولار على من يثبت تعاطيهم المنشطات، لكن هل يكون فعالا حقا في مواجهة التعاطي الروسي الممنهج؟ هل يصمد في وجه تلك المنظومة، التي أشار إليها محامو جريجوري رودتشنكوف (المدير السابق لمختبر موسكو لمكافحة المنشطات الذي كشف الواقعة) باعتبارها "فاسدة، وتتعمد العجز، ومتضاربة بشدة

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).