إثيوبيا تنتهي من الملء الثاني رغم اعتراضات مصر والسودان
أعلنت إثيوبيا الانتهاء من الملء الثاني لخزان سد النهضة يوم الاثنين الماضي، في تغريدة لسيليشي بيكيلي وزير المياه والري والطاقة الأثيوبي. وأشار بيكيلي إلى أنه من المتوقع أن يولد السد الكهرباء في الأشهر المقبلة، مضيفا أن الملء انتهى سريعا بفضل هطول الأمطار الغزيرة هذا الموسم في حوض النيل.
كانت إثيوبيا قد بدأت ملء خزان السد في الصيف الماضي، وجمعت نحو 4.9 مليار متر مكعب من الأمطار. ومن المتوقع أن يجمع الملء الثاني 18.4 مليار متر مكعب من المياه خلف السد، إلا أن الحكومة الإثيوبية لم توضح حجم المياه المخزنة خلف السد بعد الملء الثاني. ومن المتوقع أن يكتمل ملء خزان السد البالغ حجمه 74 مليار متر مكعب في غضون 5 إلى 7 سنوات.
وواصلت مصر اعتبار سد النهضة تهديدا خطيرا لإمداداتها المائية، إذ أدان الرئيس عبد الفتاح السيسي خطط إثيوبيا للمضي قدما في ملء السد، في خطاب ألقاه قبل ثلاثة أيام من إعلان إثيوبيا عن استكماله. وجدد الرئيس التأكيد على أن الأمن القومي المصري هو خط أحمر، وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا بشأن ملء السد وتشغيله.
الخطاب كان أول بيان علني للرئيس بشأن النزاع منذ اجتماع مجلس الأمن، الذي لم يمنح مصر والسودان الدعم اللازم لوقف الخطط الإثيوبية المنفردة. وقضى البلدان الكثير من الوقت في الضغط على المجلس من بين كيانات أخرى لإدانة قرار إثيوبيا بملء السد من جانب واحد والضغط عليها للعودة إلى طاولة المفاوضات مع وسطاء مختلفين، لكن مجلس الأمن رفض إدانة القرار الإثيوبي بملء السد دون التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب، ودعا الدول الثلاث لمواصلة المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي.
وركزت مصر على إعطاء الأولوية لمشاريع الموارد المائية مع احتمال حدوث نقص في المياه، من إعادة تأهيل وتبطين الترع إلى محطات تحلية مياه البحر. وأكد الرئيس السيسي في خطابه أن هذه المشاريع ستساعد في تعويض تأثير السد على إمدادات المياه في مصر، مضيفا أنه لا داعي للقلق حتى الآن.
وحظت أخبار أزمة سد النهضة بتغطية واسعة في الإعلام العالمي الأسبوع الماضي: رويترز | فرانس برس | بي بي سي.
ومن أخبار الدبلوماسية الأخرى –
مصر تنضم إلى منظمة شنجهاي للتعاون كـ "شريك حوار". إذ أبلغ وانج يي وزير الخارجية الصيني الرئيس عبد الفتاح السيسي أن التحالف وافق على عضوية مصر في المنظمة وهي تحالف سياسي واقتصادي وأمني أورو آسيوي، خلال اجتماع تزامن مع الذكرى الخامسة والستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الصينية المصرية. وبصفتها شريكة في الحوار، ستكون مصر قادرة على المشاركة في أنشطة المنظمة واجتماعاتها. كما وقعت مصر والصين اتفاقية لإنشاء لجنة تعاون حكومي مشترك، على أن يجتمع وزير الخارجية سامح شكري مع يي لوضع إطار للتعاون المستقبلي بين البلدين، خاصة في مجالات البنية التحتية والصناعات الدوائية.
عن منظمة شنجهاي للتعاون: تأسست المنظمة في عام 1996، وكان تهدف في الأصل لتعزيز التعاون بين الصين وروسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق الأخرى في أوراسيا، لكنها توسعت بعد ذلك لتشمل قوى إقليمية أخرى مثل الهند وإيران وتركيا وباكستان. وتعد مصر والسعودية أول دولتين عربيتين تنضمان إلى المنظمة.
وبحث الرئيس عبد الفتاح السيسي أيضا الأسبوع الماضي العلاقات الثنائية مع بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني، في اتصال هاتفي أكد خلاله الرئيس على موقف مصر من نزاع سد النهضة، بالإضافة إلى تعميق التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم والصحة. بحسب بيان صادر عن الرئاسة.