كيف تحقق معادلة التوازن بين الحياة الشخصية والعملية؟
إذا أردت تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية، عليك التفكير في ذلك باعتباره عملية مستمرة وليس هدفا ثابتا: يخطيء الناس دوما في ما يتعلق بمسألة تحقيق توازن صحي بين العمل وكل شيء آخر عندما يفكرون في هذه المعادلة كهدف ثابت، وفق ما كتبه بريان لوفكين لبي بي سي. وبدلا من تحديد ساعات للعمل وساعات لحياتك، يتطلب تحقيق توازن حقيقي بين حياتك وعملك مستوى من المرونة والوعي يتيح لك تعديل الأولويات بناء على كل لحظة.
العاطفة وإدارة الوقت: في مسح شمل 80 متخصصا في لندن، وأجراه باحثون من مدرسة إي إس إس إي سي للأعمال في فرنسا وجامعة روهامبتون بالمملكة المتحدة، قال المشاركون الذين وصلوا لأعلى مستويات الرضا في ما يتعلق بالتوازن بين الحياة والعمل إن الموضوع يتعلق أكثر بالاستجابة العاطفية والتأمل الداخلي، وليس معالجة تعارض جداول المواعيد وسبل تحقيق الكفاءة. "ما نطلق عليه التوازن بين الحياة والعمل هو في الواقع مجرد بديل عن الشعور بالرضا والإنجاز"، بحسب تصريحات الأستاذة المساعدة بجامعة نيويورك آنات ليشنر. وتوصل الباحثون إلى خمس توصيات لتحقيق التوازن في الحياة العملية والشخصية.
خمس خطوات للشعور بالرضا: أولا، ينبغي أن يسأل الأشخاص الفرضية القائلة بأن العمل هو السبيل الوحيد للشعور بالإنجاز، ومن ثم عليك أن تفكر قليلا حول لماذا تعتقد ذلك. ثانيا، يجب إعادة تقييم القيم ومعرفة الإحباطات الملحة في الحياة، مع وضع المشاعر المرتبطة بهذه الضغوط محل اعتبار قبل إعادة ترتيب أولويات ما يلزمك فعله. الخطوة التالية هي التفكير في ما إذا كان الأفضل أن تعمل لساعات أقل، ثم تحديد ما يمكن تغييره في حياتك للتكيف مع الأولويات الجديدة. أما الخطوة الأخيرة فهي تطبيق إجراء أو قرار ما للتعامل مع المخاوف التي قد تنتج عن ذلك.
ينبغي أن تلعب الشركات دورا مهما في هذه المسألة: كل رحلات البحث عن الذات في العالم قد لا تسفر عن شيء إذا فشلت بيئة العمل في منح الأولوية لصحة الموظفين وسعادتهم. ويعد تضمين خطط الإدارة المرنة التي تأخذ في الاعتبار الأوضاع الفردية للأشخاص مسألة مهمة في مساعدة الموظفين على الشعور بالرضا الذاتي.