روتيني الصباحي: مصطفى عبد العزيز الشريك الإداري والمؤسس لأكت فايننشال
مصطفى عبد العزيز الشريك الإداري والشريك المؤسس لأكت فايننشال: روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدئون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع مصطفى عبد العزيز (لينكد إن) الشريك الإداري والشريك المؤسس لأكت فايننشال.
أنا مصطفى عبد العزيز، أحد الشركاء الإداريين والمؤسسين المشاركين لأكت فايننشال. عملت في السابق رئيسا تنفيذيا لشركة بلتون لتداول الأوراق المالية وأعمل في أسواق رأس المال منذ 18 عاما. أتولى ثلاثة أدوار منفصلة في أكت فايننشال، كمؤسس مشارك، أكن شعورا بالانتماء وشغفا تجاه شيء أنشأته واخترت اسمه وشعاره ومهمته ورؤيته. فيما يشمل الجانب الإداري كل ما أقوم به من مهام عملي اليومية كمدير تنفيذي فعال. أما عن كوني شريك في الشركة، فهذا يخلق لدي شعورا بالملكية لطالما كان شعورا فريدا مع "أكت".
أسسنا أكت فايننشال في عام 2014 ونشطنا في السوق على مدار الستة أو السبعة أعوام الماضية. وشهدت الشركة أولى استثماراتها بالاستحواذ المشترك على بلتون المالية مع أوراسكوم (أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة في ذلك الوقت) في عام 2015 حين وافقنا على إدارة الشركة لمدة أربعة أعوام. وبعد ذلك، عدنا إلى وضعنا كشركة قابضة وقررنا البقاء كذلك.
نؤمن بدور المستثمرين الفعال في خلق قيمة جديدة: لسنا مديري أصول تقليديين، لكننا نستثمر أموالنا في الشركات المستهدفة وندعو المستثمرين المشاركين لإنشاء تحالفات استراتيجية. ينصب اهتمامنا الأول على تعزيز هيكل المساهمين في الشركة، ورؤيتها، واتجاهها. ورغم أنه ليس لدينا معايير محددة فيما يتعلق بمخصصات القطاعات لتوجيه قراراتنا الاستثمارية، إلا أن أسواق رأس المال استحوذت على اهتمامنا بصورة خاصة مؤخرا، نظرا لأن أداء السوق في مصر دون مستوى الأسهم العالمية وحتى سوق الأسهم المحلية، وقد منحتنا الجائحة فرصة عظيمة للاستفادة من الشركات الجيدة بأسعار مخفضة جدا لا لسبب سوى ضعف أداء السوق.
كما علمتنا الجائحة أيضا تقدير السيولة: عدلنا تقييمات الشركات وتحليلات القطاعات لإعلاء السيولة وهيكل المعاملات على القيمة. وأثبتت الجائحة أن الأشياء يمكن أن تتغير تغيرا جذريا وتخرج عن السيطرة بسرعة شديدة. الوضع الجيد للسيولة يسمح لك بتعديل وإعادة هيكلة نفسك أمام هذه الصدمات، وهذا هو سبب تقديرنا لأسواق المال والأسهم عن الاستثمار الخاص في هذه المرحلة.
أدرنا بالفعل بنية استثمارية فعالة تتسم بالحذر حتى لا تغير الجائحة من أعمالنا. لا نطبق روتينا صارما للعمل من المنزل، خاصة وأنه لدينا مكاتب منفصلة تمكننا من الحفاظ على التباعد الاجتماعي أثناء العمل. وأنا بصفة عامة لا أحب فكرة العمل من المنزل على الإطلاق، إذ أنه يغير جزءا جوهريا في بيئة العمل. مغادرة المنزل ومناقشة وخلق الأفكار مع باقي الفريق هو ما يساعدني بالفعل في عملي. اعتدت العمل في أروقة العمل معظم حياتي حيث التواصل الفوري مسألة بالغة الأهمية. في نطاق عملنا، من المهم للناس أن تتواصل مع بعضهم البعض والتفاعل ووجها لوجها خاصة مع شركائهم.
ورغم أنني لست شخصا نهاريا، إلا أنني أستيقظ في السادسة والنصف صباحا وأتوجه إلى المكتب قبل الثامنة والنصف. أبدأ يومي بقراءة نشرة إنتربرايز على فراشي وأتناول قهوتي في الطريق للمكتب. من الثامنة والنصف وحتى العاشرة صباحا أعرف كل شيء عن جميع البنوك الاستثمارية واستمر في قراءة المزيد من الأخبار. كما أنني مرتبط تماما بسوق الأسهم، وهي إحدى العادات التي لا تستطيع التخلي عنها أبدا. جميع هذه المعلومات تساعدني في تكوين آرائي. نعرف الأسعار عند فتح الأسواق قبل اجتماعنا مع كبار الموظفين لمناقشة الأخبار وتطورات الاستثمار، لكنني دائما ما أعود لأتابع شاشة سوق الأسهم في وقت من الأوقات. أما عن بقية اليوم، أقضيه عادة في مناقشة الأفكار لاستثمارات قائمة بالفعل أو الاستثمارات المخطط لها وعادة ما ينتهي يومي في الرابعة أو الخامسة مساء. نسكن جميعا على مقربة من بعضنا البعض لذا عادة ما نجري اجتماعات مسائية أو نجتمع لاستكمال العصف الذهني للأفكار.
أحرص على قضاء بعض الوقت مع ابني البالغ 11 عاما كل يوم. إما أن نتمشى معا أو نجلس ونتحدث فقط. لكنه لا يبلغ هذا السن بمقاييسي، إذ أنني عندما كنت في مثل عمره، كنت طفلا، لكنه عمليا أصبح رجلا الآن، كأنه صديقي. قبل الجائحة، كان لدي جدول مزدحم للغاية، كنا نذهب في رحلة واحدة على الأقل كل شهر، لكن الآن لدي المزيد من الوقت.
سر نجاحي الشخصي طيلة حياتي كان العصف الذهني للأفكار. هذا ما يخلق كل شيء. تبادل الحديث والنقاشات والأفكار مع زملائك المقربين والناس من خارج دائرتك الآمنة أو المقربة هو ما ينير ذهنك بأفكار جديدة ويساعدك على التفكير خارج الصندوق. العصف الذهني ركن بالغ الأهمية وأساسي لهويتنا في أكت فايننشال.
ظللت أكتب في وقت فراغي خلال العام الماضي وأنا على وشك الانتهاء من كتابة رواية. الكتابة هواية جديدة مارستها منذ بدء الجائحة وأحاول اقتطاع وقت لها يوميا. مارستها صدفة، كان لدي بعض الأفكار في ذهني لقصة وأدركت أنه ليس هناك أدب يتعلق بسوق الأسهم في مصر لهذا بدأت هذه الرواية عن سوق الأوراق المالية وكيف يؤثر على نفسيتك. وتتعمق الرواية في التركيبة النفسية للمستثمرين وكيف يؤثر ذلك على قراراتهم الاستثمارية. تجربة ممتعة فعلا ومختلفة عن الأشياء التي اعتدت ممارستها.
كنت أكتب أكثر مما أقرأ هذه الأيام لكنني أعتقد أنني قد أرشح قراءة كتابي عند صدوره. أشاهد بعض حلقات مسلسل Suits و How I Met Your Mother قبل النوم لتساعدني على الاسترخاء. Suits هو مسلسل لطيف يمنحك فكرة عن الذكاء المؤسسي، أما المسلسل الثاني فهو مسلسل خفيف.
أن تظل إيجابيا هي مسألة مهمة للخروج من الأزمات كفريق واحد. وأعتقد أن سوق الأسهم يعلمك أن الخسارة جزء طبيعي جدا من حياتنا. تشهده كثيرا ويحد من المشاعر السلبية كما يساعدك على تبني نظرة إيجابية. مررت بالعديد من الأزمات خلال مسيرتي المهنية وتحول الكثير منها لفرص عظيمة للتغير أو إضافة شيء جديد في حياتي. الاحتفاظ بالنظرة الإيجابية هو مفتاحك لعالم الاستثمار.