السودان يهدد بالسيطرة على موقع بناء سد النهضة
تصريحات حادة أدلى بها السودان نحو إثيوبيا، مشيرا فيها إلى احتمالية قيام الخرطوم بالسيطرة على سد النهضة، في حال لم تلتزم أديس أبابا باتفاقية تقاسم مياه النيل التي وقعتها كـ "دولة مستقلة ذات سيادة". وفي بيان شديد اللهجة الأسبوع الماضي، قالت وزارة الخارجية السودانية إن التنصل من الاتفاقات الدولية من خلال الإصرار على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء خزان السد يعني كذلك المساس بالسيادة الإثيوبية على إقليم بني شنقول، والذي يجري به بناء السد. وكان إقليم بني شنقول في السابق أرضا سودانية أجبرت الخرطوم على التنازل عنها لأديس أبابا بموجب اتفاقية استعمارية بين بريطانيا وإثيوبيا في مطلع القرن العشرين. وتأتي هذه التصريحات ردا على بيان لوزارة الخارجية الإثيوبية الأسبوع الماضي اتهمت فيه مصر والسودان بتعمد إطالة أمد المفاوضات ووصفت اتفاقيات تقاسم مياه النيل الحالية بأنها "غير مقبولة".
كان السودان قبل أيام قليلة بدا وكأنه على توافق مع الموقف الإثيوبي بشأن وساطة الاتحاد الأفريقي، إذ قالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان لها إنها تثمن الدور الذي يقوم به الاتحاد الأفريقي في الوقت الحالي كوسيط بين الدول الثلاث، مؤكدة على دعم السودان لجهود الاتحاد الأفريقي من أجل التوصل إلى اتفاق. وتمثل الوساطة نقطة خلاف رئيسية تحول دون المضي قدما في المفاوضات حول السد، حيث دعا كل من السودان ومصر لتدخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة كوسطاء في المفاوضات، فيما طالبت إثيوبيا الاتحاد الأفريقي بمواصلة دوره كوسيط وحيد. ووصف سفير إثيوبيا لدى السودان البيان الصادر بأنه "خطوة واعدة" نحو التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد يكون مرضيا لكافة الأطراف.
واستمرار الجهود المصرية لحث الولايات المتحدة على التدخل: دعا السفير المصري لدى الولايات المتحدة معتز زهران واشنطن للضغط على إثيوبيا من أجل التوصل إلى اتفاق، وذلك في مقال له نشرته مجلة فورين بوليسي. وأوضح زهران أن سد النهضة يمكن أن يلحق أضرارا اجتماعية واقتصادية وبيئية لا تحصى لدولتي المصب، وقال إن السد يمكن أن يفاقم من المخاطر التي يشكلها تغير المناخ، كما طالب الولايات المتحدة بالعمل على حث إثيوبيا على قبول التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان وإنقاذ عملية التفاوض "المتعثرة" التي يقودها الاتحاد الأفريقي.
كانت المحادثات التي أجريت في كينشاسا في وقت سابق من هذا الشهر قد انتهت بالفشل أيضا، إذ أخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق حول المسار الذي ينبغي اتباعه لاستئناف المفاوضات حول السد. ودعا حمدوك رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ورئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد لحضور قمة ثلاثية خلال هذا الأسبوع في محاولة للخروج من المأزق الحالي. ولم تعلن مصر وأديس أبابا عن موافقتهما على حضور القمة بعد.
من ناحية أخرى، من المحتمل أن يقوم رئيس الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، فيليكس شيسيكيدي بجولة قريبا تشمل مصر والسودان وأثيوبيا، من أجل الدفع نحو التوصل لحل لأزمة سد النهضة، وفقا لما نقلته وكالة السودان للأنباء عن وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي. وجاءت تصريحات المهدي عقب لقاء لها مع شيسيكيدي أمس.