الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 5 أبريل 2021

الاقتصاد العالمي في طريقه لتعاف قياسي "غير متكافىء"

من المتوقع أن يشهد العالم نموا قياسيا (ولكن غير متكافئ) هذا العام، حسبما توقعت بلومبرج إيكونوميكس. ويتجه متوسط الاقتصاد العالمي بخطى سريعة لتسجيل أسرع معدل نمو له منذ أكثر من نصف قرن خلال عام 2021، ولكن قد تتأخر بعض البلدان في الانضمام لموجة التعافي ما بعد الجائحة والتي تعتليها الولايات المتحدة والصين.

ومن المتوقع أن يشهد الاقتصاد العالمي نموا بنسبة 6.9% هذا العام، وهو أسرع معدل على الإطلاق منذ الستينيات من القرن الماضي، بحسب بلومبرج إيكونوميكس. ويأتي التفاؤل مدفوعا بالمؤشرات على تلاشي "كوفيد-19" أخيرا والمزيد من حزم التحفيز الأمريكية والإنفاق من المدخرات الأمريكية بتريليونات الدولارات. وتأتي التوقعات المتفائلة أيضا مع انطلاق اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين اليوم، والتي تجمع قادة السياسة والأعمال لمناقشة آفاق النمو الاقتصادي العالمي. ومن المقرر أيضا الإعلان عن بيانات النمو العالمي المحدثة من صندوق النقد الدولي غدا، والتي يمكن الاطلاع عليها على هذه الصفحة ضمن تقرير آفاق الاقتصاد العالمي فور صدوره.

ومن المنتظر أن يصدر صندوق النقد توقعات أكثر تفاؤلا بنمو الاقتصاد العالمي، بفضل التوسع في حزم التحفيز الأمريكية واستمرار نشرها الناجح للقاحات بحسب ما قالته الشهر الماضي مديرة الصندوق في مقره بواشنطن، كريستالينا جورجيفا. ومع ذلك، أوضحت جورجيفا أن التعافي لن يكون متكافئا، لتحققه "مجموعة صغيرة فقط من البلدان ستشهد زيادة لمستويات الناتج المحلي الإجمالي عما كانت عليه في مرحلة ما قبل الجائحة".

وستفشل العديد من الدول في ركوب موجة التعافي، وأبرزها دول الاتحاد الأوروبي واليابان ومعظم الأسواق الناشئة، حسبما قالت بلومبرج إيكونوميكس. فكل من اقتصادي أوروبا واليابان مستمران في الانكماش. ولا تزال معظم دول الاتحاد في حالة إغلاق بسبب بطء توزيع اللقاحات وعدم إقرار حزم التحفيز المشتركة. وفي اليابان أيضا، حيث يصعب توزيع اللقاحات بسبب عدد سكانها الكبير، وتقل حزم التحفيز مقارنة بما عليه الحال في الولايات المتحدة.

وفي عالم الاقتصادات الناشئة تبرز العديد من نقاط الضعف الأخرى التي تحول دون تحقيق التعافي. فلا يزال العديد من تلك الأسواق تعاني من ارتفاع تكاليف الاقتراض مع ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة التي سحبت رؤوس المال. وقالت جورجيفا، في كلمة عبر الفيديو الشهر الماضي قبل اجتماعات الربيع، إن مشاكل الاقتراض تمثل "تحديا كبيرا" خاصة للبلدان ذات الدخل المتوسط التي لديها احتياجات تمويلية وأرصدة ديون كبيرة. ويتفق في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، والذي يحذر من خطر تخلف عدد كبير من الأسواق الناشئة عن السداد.

كما تتفوق الصين على البرازيل وروسيا والهند. فنجت بكين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بالفعل في قيادة تعافي ما بعد "كوفيد-19" بعد تمكنها من الخروج من الأزمة الصحية قبل أي دولة أخرى، وهي الآن تتراجع عن بعض حزم التحفيز التي أطلقتها في أعقاب الجائحة، وفقا لبلومبرج.

ما هو موقف مصر من كل ذلك؟ كانت للجائحة تأثير قوي على وقف النمو الاقتصادي عام 2020، لكن يبقى الاقتصاد المصري في وضع أفضل نسبيا مقارنة بمعظم دول العالم. وقال بنك التنمية الأفريقي، في تقريره عن التوقعات الاقتصادية لعام 2021، إن الاقتصاد تمكن من تفادي الانكماش ونما بنسبة 3.6% في عام 2020، ومن المتوقع أن يصل لمعدلات نمو قريبة مما كانت عليه قبل الجائحة في عام 2022. وزادت مستويات الديون في مصر بمقدار أقل من نظيراتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل فائض الميزانية الأولي والاحتياطيات المالية التي جرى توفيرها من خلال برنامج الإصلاح المدعوم من صندوق النقد الدولي الذي اكتمل في عام 2019. ومع ذلك، فقد ضغط "كوفيد-19" على متطلبات إعادة التمويل قصيرة الأجل للحكومة ووسع من عجز الحساب الجاري لمصر بسبب تجميده لقطاع السياحة، التي تعد مصدرا رئيسيا للنمو وللدخل في البلاد، خلال معظم عام 2020.

ما مدى تأثرنا بارتفاع عائدات السندات في الولايات المتحدة؟ يقول المحللون الذين تحدثت معهم إنتربرايز الشهر الماضي إن التأثير سيحدث على المدى القصير والمتوسط وليس بشكل كبير. فبينما كانت الأسواق الناشئة الأخرى تشهد تدفقات خارجية نتيجة لارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية، تجنبت مصر إلى حد كبير هذا التأثير. ومع ذلك، فإن الزيادة طويلة الأجل في عائدات السندات الأمريكية وعودة التضخم عالميا (مع تعافي العالم من الوباء) يمكن أن يشكل تحديا لاستثمارات المحافظ الأجنبية في المستقبل، بحسب المحللين.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).