بعد اعتراضات واسعة.. الحكومة تؤجل مزايدة رخصة تصنيع السجائر
قررت الهيئة العامة للتنمية الصناعية تأجيل مزايدة الرخصة الجديدة لتصنيع السجائر، التي تسمح بتأسيس ثاني أكبر شركة للتبغ في مصر، وفق ما نقلته رويترز أمس عن مصدرين مطلعين في القطاع. وكان من المفترض أن تعقد الهيئة جلسة فض العروض يوم الثلاثاء المقبل. وقال المصدران إن الشركات أبلغت بالقرار قبل يوم واحد فقط من الموعد النهائي لتقديم العروض.
إذن، ما الموعد الجديد؟ قال أحد المصدرين: "ما نفهمه حتى الآن.. أن التأجيل لأجل غير مسمى"، متوقعا تغيير شروط المزايدة حال طرحها مرة أخرى.
كانت الهيئة قد طرحت الشهر الماضي مزايدة على الرخصة الجديدة، التي من شأنها إنهاء احتكار الشرقية للدخان لصناعة السجائر (جزئيا) في مصر. لكن بعد ذلك بأيام قليلة تقدم عدد من الشركات العاملة في صناعة السجائر بالسوق المحلية بشكوى رسمية إلى جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية أعربت فيها عن تضررها من شروط المزايدة، وأخرى إلى شعبة الدخان والسجائر باتحاد الصناعات المصرية تطالب فيها بإلغاء مذكرة الشروط الخاصة بالرخصة. واعترضت أكبر أربع شركات للسجائر في مصر، وهي أدخنة النخلة وبريتيش أمريكان توباكو وإمبريال توباكو والمنصور الدولية للتوزيع، في وقت سابق على شروط المزايدة، وقالت في خطاب إلى رئيس الوزراء، إن المزايدة غير عادلة وتخالف قانون حماية المنافسة، مطالبة بإيقافها حتى مراجعة الشروط.
شروط مثيرة للجدل: تضمنت كراسة الشروط الخاصة بالمزايدة عددا من الشروط المثيرة للجدل، والتي يأتي في مقدمتها منح الشركة الشرقية للدخان حق تملك 24% من رأسمال الشركة الجديدة، دون أن تتحمل أي نسبة من قيمة الرخصة، وإلزام الشركة الجديدة ببيع السجائر بسعر أعلى 50% من سعر الشرقية للدخان، وكذا منع الشركة من إنتاج سجائر من الفئة السعرية الشعبية التي تسيطر عليها الشركة الشرقية عبر سجائر كليوباترا، والتي تمثل 98% من مبيعاتها. وتقول الشركات أيضا إن قصر صناعة الجيل الجديد من منتجات بدائل التبغ ومن ضمنها السجائر الإلكترونية على اللاعب الجديد، قد يخلق محتكرا جديدا في السوق المصرية في هذا المجال.