خلال الجائحة .. مزيد من العمل بنفس المقابل
زيادة مهام وأعباء العمل أصبحت أمرا شائعا خلال فترة الجائحة والعمل من المنزل، ولكن القليل من الموظفين فقط هم من حصلوا على منصب جديد أو علاوة، بحسب ما قالت وول ستريت جورنال. وأحدث التحول إلى العمل من المنزل تغييرا في العديد من القطاعات وإرهاق الكثير من القوى العاملة، إضافة إلى زيادة ساعات العمل واختلال التوازن بين العمل والحياة. وازدادت ساعات العمل اليومية 8.2% في المتوسط خلال الأسابيع الأولى من الجائحة، بحسب دراسة لكلية هارفارد لإدارة الأعمال أجرته عن طريق مراسلات إلكترونية من أشخاص غير معرفين وبيانات أخرى من 3.1 مليون شخص حول العالم. وقال أكثر من ثلثي المشاركين في استطلاع لعاملين أمريكيين أجراه موقع مونستر الصيف الماضي أنهم شعروا باستنزاف طاقتهم أثناء عملهم من المنزل.
إذًا، لماذا لم يشتك أحد؟ مع انتشار فقدان الوظائف في بعض أنحاء العالم وتشبع سوق العمل إلى حد ما، أراد البعض تغيير وظائفهم وسط حالة عدم اليقين الناتجة عن الجائحة. وتقدر منظمة العمل الدولية حدوث خسارة عالمية غير مسبوقة في عدد الوظائف في عام 2020 بلغت 114 مليون وظيفة. ووسط هذه الأوضاع، فمن المنطقي أن يتمسك الموظفون بما لديهم، حتى لو شعروا بأنهم مقيدون بوظائفهم أو يعملون فوق طاقتهم. أشار تقرير لشركة مايكروسوفت أيضا إلى أن الوقت المستغرق في اجتماعات مايكروسوفت تيمز زاد بمقدار 2.5 مرة في فبراير 2021، بينما ارتفع عدد رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلت لأغراض تجارية وتعليمية بنحو 40.6 مليار رسالة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2020.
وبدأ الكثيرون يرون أن القفز من السفينة هو الخيار الأفضل: فطبقا لتقرير مايكروسوفت، يفكر أكثر من 40% من العاملين حول العالم في ترك وظائفهم العام الجاري. وقالت دراسة أخرى أجرتها شركة سيريديان للموارد البشرية إن الشباب في أمريكا الشمالية يميلون لتغيير مكان عملهم، فيبحث 75% ممن تقل أعمارهم عن 30 عاما في الولايات المتحدة عن وظائف جديدة أو أبدوا استعدادهم للانتقال إلى منصب جديد.
وما الذي يجب أن تفعله الشركات للاحتفاظ بالموظفين؟ وتنقل وول ستريت جورنال عن مدير شركة استشارات الموارد البشرية، جيسون ديفيس، قوله إنه يجب على مديري الموارد البشرية التفكير في مراجعة المسميات الوظيفية والمناصب مرة واحدة على الأقل في السنة كجزء من إجراءات العناية الواجبة. وفي الوقت نفسه، دعت الأستاذة بجامعة فلوريدا، باميلا بيريوي، المديرين ممن أصبح موظفوهم يقومون بالمزيد من الأعمال أن يمنحوهم بالتالي مزيدا من الاستقلالية وإمكانيات أكثر مرونة للعمل عن بعد، خاصة إذا ظلت الميزانيات لا تسمح بمنح زيادات كبيرة كتعويض عن العمل الإضافي.
هل تشعر بالإرهاق في عملك؟ قم بوضع قائمة بالأعمال الوظيفية التي تعتقد أنها تقع ضمن اختصاصك، وحاول وضع حدود عندما يتعلق الأمر بمهام ليست كذلك. قد يكون من الجيد أن تكون صريحا مع المديرين بشأن مقدار الوقت الذي ستستغرقه مهامك، للتأكد من أنك لست مثقلا بالأعباء. بدلا عن ذلك، يمكن للتغيير في المسمى الوظيفي أن يعكس دورك بشكل أكثر دقة وأن يقطع شوطا طويلا نحو زيادة الرضا الوظيفي.