فودافون تنهي مباحثاتها مع الاتصالات السعودية لبيع وحدتها في مصر
أنهت فودافون العالمية مباحثاتها مع شركة الاتصالات السعودية بشأن بيع حصتها البالغة 55% في "فودافون مصر"، طبقا لبيان الشركة الذي لم يذكر أسباب إنهاء المحادثات.
ويأتي هذا القرار بعد أيام قليلة من لقاء الرئيس التنفيذي لمجموعة فودافون نيك ريد مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أعلن ريد خلاله اعتزام شركته زيادة استثماراتها في مصر وبدء التشغيل التجريبي لشبكة الجيل الخامس بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى جانب الإسهام في عملية الشمول المالي وتحقيق التنمية المستدامة، وتطوير منظومة الخدمات المقدمة للمواطنين وتوفير المزيد من فرص العمل، بحسب بيان رئاسي.
وقال ريد في بيان للشركة: "نعتقد أن الحكومة المصرية ملتزمة بإطار العمل الأمثل لقطاع الاتصالات، والذي سيمكن فودافون مصر من تحقيق رؤية الدولة للرقمنة والشمول المالي، وإنشاء مركز تكنولوجي لدعم نمونا في المنطقة الأفريقية".
فودافون تخطط الآن لاستثمار 5 مليارات جنيه في تحديث الشبكة كي تتحمل الترددات الجديدة، حسبما ذكرت رئيسة قسم الاتصالات الخارجية بفودافون مصر نهى سعد في مداخلة هاتفية مع لميس الحديدي ببرنامج "كلمة أخيرة". وقالت سعد إن "النتيجة الإيجابية" للاجتماع تضمنت أيضا العمل على أن تكون مصر مركزا للإبداع والابتكار في أفريقيا (شاهد 13:04 دقيقة).
وكانت المفاوضات بين فودافون والاتصالات السعودية استمرت رغم انتهاء مذكرة التفاهم بينهما في سبتمبر الماضي دون التوصل لاتفاق. وقالت تقارير إن الشركة السعودية تدرس تقليص عرضها المقدم بقيمة 2.39 مليار دولار، طبقا للتقييم الكامل لشركة فودافون مصر بنحو 4.4 مليار دولار، قبل أن تعلن في سبتمبر أن المحادثات قد فشلت "لعدم التوافق". وشهدت المفاوضات عدة تعثرات، وجرى تمديد مذكرة التفاهم التي وقعت في يناير الماضي لمرتين في أبريل ثم يوليو، بسبب "تحديات لوجستية" نتيجة الجائحة.
فودافون كانت لديها رغبة في البيع: عملت الشركة على التخارج من الأسواق غير الأساسية للتركيز على أوروبا وأفريقيا منذ 2018 بعدما تولى ريد زمام الأمور. وباعت فودافون العالمية أذرعها في نيوزيلندا ومالطا خلال الأشهر الـ 18 الماضية، وتخطط لطرح أبراجها في البورصة خلال العام الجديد.
فرصة للمصرية للاتصالات؟ تمتلك الشركة المصرية للاتصالات بالفعل 44.8% من أسهم فودافون مصر، وربما تكون هذه الفرصة التي تنتظرها للاستحواذ على الشركة بالكامل. ويشكك محللون في قدرة المصرية للاتصالات على إتمام الصفقة نظرا لحجم مديونياتها البالغ نحو 17 مليار جنيه، إلا أن مصادر بالشركة قالت إنه من الممكن إعادة تمويل المديونيات وتسويتها وفق شروط جديدة. وأشارت تقارير سابقة إلى أن 5 بنوك مستعدة لتمويل الاستحواذ في حال قررت الشركة استخدام حق الشفعة الممنوح لها بموجب اتفاقية مساهمي فودافون مصر.
هل لدى "الرقابة المالية" ما تقوله؟ يثير الاستحواذ المحتمل للمصرية للاتصالات على كامل أسهم فودافون مصر مخاوف بشأن التنافسية في السوق المصرية باعتبارها المشغلة لشبكة "وي"، وبهذا تضع يدها على شبكتين من 4 شبكات للمحمول في البلاد. وقد يكون لجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية رأي آخر، خاصة بعد إقرار تعديلات قانونية تمنحه سلطات أكبر على صفقات الدمج والاستحواذ.
السيناريو الأكثر ترجيحا: بالتأكيد يهم الشركة المصرية للاتصالات أن تظل شريكا لفودافون العالمية، بما يضمنه ذلك لها من تدفقات ثابتة للأرباح.
ومن أخبار الدمج والاستحواذ الأخرى: ألغت شركة أودن للاستثمار عرض الشراء المقدم لشركة النصر للأعمال المدنية التابعة لشركة مدينة نصر للإسكان والتعمير، حسبما ذكر بيان عن الهيئة العامة للرقابة المالية (بي دي إف). ورفضت "مدينة نصر"، المساهم الرئيسي في "النصر للأعمال المدنية" بنسبة 52%، الأسبوع الماضي عرض الشراء الإجباري المقدم من شركة أودن على 90% من أسهم تابعتها بسعر 11 جنيها للسهم، بدعوى أنه لا يناسب أرباح الشركة ومركزها المالي.
تقدمت شركة كيان للتنمية المستدامة بعرض لشراء 90% من أسهم شركة الإسكندرية الوطنية للاستثمارات المالية، التي يمتلكها بنك أبو ظبي الإسلامي بنسبة 94%، بحسب إفصاح للبورصة المصرية (بي دي إف).