أخبار سارة في عام 2020: العلم يتطور
سباق اللقاح: حتى أكتوبر الماضي كانت أكثر من 190 دولة تحاول تطوير لقاح لفيروس "كوفيد-19"، منها 50 لقاحا وصلت الآن لمرحلة التجارب الإكلينيكية، وفقا لتقرير التحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI). وتتصدر الولايات المتحدة وروسيا محاولات توفير اللقاح الذي طال انتظاره، في إعادة عصرية لسباق الفضاء خلال الحرب الباردة. وعقب أيام قليلة من إعلان شركتي فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية أن لقاحهما فعال بنسبة 90%، قالت روسيا إن التجارب السريرية للمرحلة الثالثة أظهرت فعالية لقاحها "سبوتنيك V" بنسبة 92%. ومجددا، وبعد بضعة أيام ليس أكثر، أكدت شركة مودرنا الأمريكية فعالية لقاحها بنسبة 94.5%.
بغض النظر عن المنافسة، لا بد أن نحيي العلماء الذين يبذلون كل شيء في سبيل تطوير اللقاح خلال وقت قياسي. فنادرا ما شهد تاريخ الطب التوصل إلى لقاح في أقل من خمس سنوات، بحسب ما تشير إليه صحيفة نيويورك تايمز. أحد أسرع اللقاحات كان الخاص بالتهاب الغدة النكافية، والذي استغرق ما يقرب من أربع سنوات. بخلاف ذلك، يمكن أن يستغرق تطوير الأدوية المضادة للفيروسات عقودا.
ليس اللقاح فقط، فهناك اختبارات الكشف عن الفيروس كذلك: في الأشهر القليلة التي انقضت منذ بدء الوباء (والتي مرت كأنها سنوات)، صارت اختبارات الكشف عن "كوفيد-19" متاحة على نطاق أوسع، وصارت نتائجها أسرع وذات دقة أعلى. ويعمل العلماء حاليا على تطوير اختبارات لا تستغرق سوى دقيقة واحدة، وبدقة تصل إلى 90%.
التطورات الطبية لا تقتصر على الجائحة فقط، فنحن نقترب من علاج فيروس نقص المناعة المكتسب المسبب للإيدز، بعد إعلان شفاء مريض ثان وتوقفه عن تعاطي العلاج، بحسب بي بي سي. ولم يحصل الإنجليزي آدم كاستييخو على علاج كيميائي بل عولج بزرع الخلايا الجذعية، وهي الطريقة التي تخضع الآن للدراسة كعلاج محتمل لحالات أخرى. لكن نظرا لكونها عالية الخطورة، فمن المحتمل أن تستغرق أدوية الإيدز وقتا أطول، إلا أنها ما زالت تتطور بما يكفي بحيث تمكن المرضى من الاستمتاع بحياة طويلة وصحية.
خبر سار آخر هو بدء فنلندا في إنشاء حلول غذائية مستدامة تعود بالنفع على البيئة والبشر، عن طريق تغيير مكونات الطعام والعبوات التي يباع فيها، وفقا لما ذكره موقع Good News from Finland. ويبحث الفنلنديون أيضا عن مصادر للبروتين بدلا من منتجات الدواجن واللحوم التي تسبب أضرارا بيئية، لأن تربية الماشية تزيد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري. وتعمل الشركات هناك على بدائل بروتينية طبيعية يمكن زراعتها وحصادها في أي مكان، حتى في الفضاء.
وبالطبع، أرسل إيلون ماسك صاروخين إلى الفضاء: انطلق أول صاروخ تابع لشركة سبيس إكس إلى مداره في مايو، في أول رحلة فضاء لشركة خاصة وكذلك أول رحلة تطلقها وكالة ناسا من الأراضي الأمريكية خلال نحو عقد من الزمان، بحسب موقع فايس. وقضى رائدا فضاء شهرين على متن الصاروخ "فالكون 9" في مهمة تاريخية بمحطة الفضاء الدولية. وبعدها أطلقت سبيس إكس أول رحلة "تاكسي فضائي" وعلى متنه أربعة رواد فضاء إلى المحطة الدولية في منتصف نوفمبر. وقال الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك إنه يهدف إلى "فتح مساحة للبشرية" من خلال إمكانية تنفيذ المزيد من الرحلات الفضائية التجارية في المستقبل.