مستقبل سوق الطاقة المستدامة كما تراها بي بي العالمية
مستقبل سوق الطاقة المستدامة كما تراها بي بي العالمية: مستقبل سوق الطاقة العالمي يشير إلى أن الوقود الأحفوري سيشكل جزءا متناقصا من مزيج الطاقة العالمي، في حين أن الطاقة المتجددة ستمثل حصة متزايدة، مدعومة بتزايد كهربة منظومة الطاقة، وفق ما ذكرته عملاق الطاقة العالمية بي بي في تقريرها السنوي لتوقعات الطاقة. وعلى مدار أسبوع بي بي الذي امتد لثلاثة أيام، استعرض كبار المسؤولين التنفيذين بالشركة خططها للمساعدة في وضع الكوكب على مسار مستدام، واستراتيجيتها للوصول إلى تحقيق أهداف الاستدامة، وبالتماشي مع مقترح القيمة المقدم للمساهمين. وتشير توقعات الطاقة إلى أن الطلب على النفط قد تجاوز ذروته بالفعل وبدأ في التراجع، وأن صناعة الوقود الأحفوري تواجه تراجعا أبديا. ومع الأخذ ذلك في الاعتبار، تضع بي بي رؤيتها كي تصبح شركة طاقة متكاملة، بدلا من التركيز على الهيدروكروبون، بهدف تطبيق استراتيجية مرنة تميل نحو التحول السريع.
وتعهدت بي بي بمستهدفات جريئة وطموحة بحلول عام 2030، لتؤكد تحولها إلى شركة طاقة متكاملة، وفق ما ذكره الرئيس التنفيذي للشركة برنارد لوني في كلمته الافتتاحية (بي دي إف). ومن بين تلك الأهداف خفض إنتاجها من النفط والغاز بنسبة 40%، وزيادة صافي قدراتها المطورة لتوليد الطاقة المتجددة بنحو 20 ضعفا لتبلغ 50 جيجاوات، وترفع استثماراتها في مصادر الطاقة ذات الأثر الكربوني المنخفض إلى 5 مليارات دولار سنويا، وتقليل الانبعاثات الكربونية من أنشطة الطاقة ذات الأثر الكربوني المنخفض والطاقة المتجددة بنحو 30-40%.
كيف ستحقق بي بي تلك الأهداف؟ بالتركيز على ثلاثة مجالات رئيسية: كهرباء وطاقة منخفضة الكربون، الملائمة وسهولة الانتقال، ومشروعات الهيدروكربون المرنة والمركزة. تخطط بي بي للاستثمار في مشروعات الكهرباء والطاقة منخفضة الكربون، وهو استثمار تتوقع أن ينضج في النصف الثاني من العقد الحالي. تلك الاستثمارات تشمل التحول نحو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب مزج مصادر مختلفة من الطاقة (مثل الطاقة مع الطاقة الحيوية أو الغاز مع الطاقة المتجددة) لتوفير طاقة أنظف بتكلفة معقولة، وفق ما ذكره نائب الرئيس التنفيذي للإنتاج والعمليات جوردون بيريل (بي دي إف). وفي الوقت نفسه، فإن الشركة "ليست في عجلة من أمرها" لبيع أصولها الهيدروكربونية، لكنها تعيد التركيز على الهيدروكربونات المرنة. وقال لوني إن الأمر "ليس إغلاق صنبور وفتح آخر. الأمر يتعلق بضبط تدفقات". كل هذه الأنشطة مجتمعة ستساعد في زيادة التدفق النقدي للشركة خلال السنوات الخمس المقبلة، بحسب لوني.
وبالحديث عن الأسس المالية: وضعت بي بي استراتيجية لمواصلة تحقيق أرباح تنافسية، ونمو في العوائد، وقيمة جذابة للمساهمين. تستند تلك الاستراتيجية على ثلاثة مبادئ: تحديد أولويات تخصيص رأس المال، والحفاظ على تصنيف ائتماني قوي من الدرجة الاستثمارية وميزانية عمومية مرنة، واعتماد نهج واضح ومنضبط للاستثمارات، وفق ما ذكره رئيس القطاع المالي بالشركة موراي أوشينكلوس (بي دي إف). وكجزء من هذه الاستراتيجية ستوجه بي بي مخصصات رأس المال لديها على مدى السنوات الخمس المقبلة، لتمويل توزيعات أرباح مرنة، وتخفيض ميزانيتها العمومية إلى صافي دين بقيمة 35 مليار دولار أمريكي، وتخصيص رأس مال كاف للمضي قدما في استراتيجيتها لتحول الطاقة. وستلتزم بي بي أيضا بإعادة شراء الأسهم لإعادة 60% أو أكثر من فائض السيولة إلى المساهمين.