البلدان المصدرة لأكثر من ربع واردات العالم ستتغير خلال السنوات الخمس المقبلة

البلدان المصدرة لأكثر من ربع واردات العالم ستتغير خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقا لدراسة جديدة لمعهد ماكينزي جلوبال تناولتها صحيفة فايننشال تايمز. وتتوقع الدراسة أن تتأثر منتجات بقيمة 4.6 تريليون دولار بسبب اعتبارات التكاليف والضغوطات الحكومية على المصنعين كي يكونوا أكثر اعتمادا على الموارد المحلية. وتشير نتائج الدراسة إلى التحول العالمي بسبب جائحة "كوفيد-19" من سلاسل التوريد الطويلة إلى "المرونة والاكتفاء الإقليمي"، وهو توجه بدأ في التنامي حتى قبل الجائحة حسبما تقول فايننشال تايمز.
الحاجة إلى المرونة: وبحسب الدراسة فإن أي شركة ينبغي أن تتوقع تغيرا كبيرا في سلاسل توريدها كل 3.7 سنة، ما يؤدي إلى خسارة أكثر من 40% من أرباحها في سنة واحدة كل 10 سنوات. وتقول سوزان لوند الشريكة لدى معهد ماكينزي جلوبال إن ذلك سيكون نتيجة للتوترات التجارية، والتهديدات السيبرانية، والمخاطر البيئية التي يمكن أن تعرض الشركات لـ "اضطرابات مكلفة".
المقاربة الذكية: تنويع المصادر وتقريبها. الشركات بحاجة إلى أن يكون لديها عدة خيارات للشراء، وأيضا أن تكون سلاسل التوريد الخاصة بها قريبة منها، حسبما تقول لوند، والتي تضيف "يمكنك الاستثمار في تأسيس سلاسل توريد مرنة وتبقى محتفظا بتفوقك".
ولكن العديد من المحللين يرون أن أمامنا وقتا طويلا قبل أن نشهد انحسارا للعولمة: التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين على سبيل المثال قد ينكمش بنحو 15% في عام 2023 مقارنة بمستويات 2019، وفقا لبيانات نشرتها حديثا مجموعة بوسطن للاستشارات. وعلى الرغم من ذلك، فإن الشركات الأمريكية قد تتردد كثيرا قبل أن تخسر إمكانية وصولها لثاني أكبر اقتصاد ومركز التصنيع الأكبر في العالم، حسبما يرى محللو ستاندرد أند بورز للتصنيفات العالمية. ومع ذلك فإن كثير من الشركات الأمريكية ترى أن سلاسل توريدها أصبحت طويلة للغاية ومعقدة، وفقا للوند. في المقابل، قال الخبير الاقتصادي ومستشار مجموعة أليانز محمد العريان في مايو الماضي نحن في طريقنا لدخول عصر انحسار العولمة، مدفوعا بقوة من تغير سلوك الشركات. وسيشمل ذلك المزيد من التوطين لسلاسل التوريد، وأيضا المزيد من الترابط بين القطاعين العام والخاص في الأسواق المتقدمة.