الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 6 يوليو 2020

هكذا ردت المدارس على ملاحظات اولياء الأمور عن منصات التعليم عن بعد

هذا الأسبوع نقلنا نتائج الاستطلاع، الذي تعرفنا خلاله الأسبوع الماضي على آرائكم حول منصات التعلم عن بعد، لعدد من أهم المدارس. وأظهر الاستطلاع رغبة أولياء الأمور في أن تكون المنصات أكثر تفاعلية ومتضمنة لردود أكثر من المدرسين وأقل اعتمادا على أولياء الأمور. وأبدى العديد من المشاركين في الاستطلاع رغبتهم في إطالة السنة الدراسية أو تخفيض المصروفات كتعويض عن الفترة المفقودة من التعليم في الفصول بسبب انتشار "كوفيد-19". لذلك نقلنا ردودكم ومقترحاتكم لثلاثة من كبار المسؤولين في قطاع المدارس الخاصة بمصر، وهم محمد القلا، الرئيس التنفيذي لشركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية، وكابونو سيوتي، مدير المدرسة الأمريكية الدولية (إيه آي إس)، وأحمد وهبي، الرئيس التنفيذي لمجموعة جيمس مصر. وتعرفنا من خلال المديرين الثلاثة على خططهم لتطوير منصات التعليم عن بعد وردودهم على آراء أولياء الأمور.

وقامت المدارس، منذ التحول السريع نحو التعليم عن بعد في منتصف مارس الماضي، بتقييم كفاءة المنصات والتخطيط لإحداث تغييرات بها. وأبرز تلك التغييرات هي التوسع في استخدام وسائط التفاعل مثل مقاطع الفيديو، والفيديو كونفرانس، وزيادة عدد المواد التي تقدمها المنصات بالتفصيل، وإتاحة أوقات محددة للنقاش مع أولياء الأمور والطلاب، إضافة إلى المزيد من الدعم التقني والتدريب للمدرسين.

ولكن استبعد القلا وسيوتي ووهبي رد جانب من المصروفات الذي طالب به أولياء الأمور.

ويدرك المسؤولون الثلاثة أن هناك حملا كبيرا يقع على عاتق أولياء أمور التلاميذ صغار السن. وقال 81% من أولياء الأمور أن التعليم عن بعد يتضمن بشكل أساسي تدخلا منهم وخاصة إذا كان لديهم أطفال من صغار السن. ويمكن للطلبة الأكبر سنا استخدام تطبيقات مثل مايكروسوفت تيمز وجوجل هانج أوتس وزووم، دون مساعدة من أولياء الأمور، وهو ما لا يتحقق في حالة التلاميذ الأصغر سنا. ويوضح القلا "أي نظام جيد عن بعد لطلاب المرحلة الثانوية لا يتطلب التدخل من أولياء الأمور على الإطلاق". ويضيف أن ذلك على عكس الطلاب ما بين رياض الأطفال والصف السابع، الذين يتطلبون تواجدا من أولياء الأمور لضمان الالتزام والسلوك الجيد، فلا يتوقع من الأطفال الصغار أن يجلسوا للمذاكرة من تلقاء أنفسهم.

ويقول سيوتي إن في الظروف العادية، تعد المدارس مؤسسات رعاية أطفال مناسبة التكلفة، وأظهرت الجائحة أهمية هذا الدور. ويوضح أن في الولايات المتحدة يعد التعليم الأساسي، حتى الخاص منه، أرخص بكثير من معظم الحضانات الجيدة، والتي قد تكلف ألفي دولار شهريا أو أكثر إذا لم تكن مدعومة من قبل الدولة. بالنسبة للأطفال الصغار الذين لم يتمكنوا بعد من الاعتماد على ذاتهم، لا يمكن لأولياء الأمور تجنب تقديم الرعاية لأبنائهم الصغار أثناء تواجدهم بالمنزل، وفقا لسيوتي.

وتقوم المدارس بتوسعة أدوات التعليم عن بعد لإشراك الطلاب بشكل أكبر والتحقق من درجة استيعابهم. ولم يبد 56% من أولياء الأمور اقتناعهم الكامل بتأثير وسائل التعلم عن بعد، ووصفوها بالمحدودة. ويقول وهبي إن "جيمس" في مدارسها تخطط لإطالة مدة الحصص وزيادة عدد المواد المتاحة عبر الفيديو بتطبيق مايكروسوفت تيمز. ويوضح أن المواد المقدمة حاليا هي الإنجليزية والرياضيات والعلوم، وتخطط المجموعة لزيادتها بحلول سبتمبر المقبل. وقامت "القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية" في المدارس التابعة لها بتقديم حصص إضافية إلكترونية بنهاية العام الدراسي السابق بعد انتهاء تدريس المناهج، للمزيد من الدعم للطلاب. ويقول القلا إنه من المخطط تكرار الأمر ولكن بشكل أكثر تنظيما العام المقبل.

الموقف الناتج عن "كوفيد-19" يدعو لنظام يعتمد بشكل أكبر على المشروعات المعدة منزليا والتي لا تطلب مشاركة قوية من أولياء الأمور، وفق ما ذكره سيوتي. ويتضمن ذلك قيام الطلاب بأبحاث ذات مدة أطول وطرح الأسئلة أو تقديم خدمات. وستعتمد المشاركة على الفئة العمرية للطالب وسيتعين على الأصغر سنا أن يستعينوا بتعليمات المدرسين، ولكن ليس بشكل أساسي. ويعد فليب جريد تطبيقا تستخدمه المدرسة الأمريكية الدولية بنجاح لتوفير التعليمات اللازمة للطلاب الأصغر سنا للتعلم من خلال الأبحاث، والذي يطلب خلاله من أولياء الأمور ضمان يشاهد أطفالهم الفيديو التعليمي وفقط. وتابع سيوتي "يمثل ذلك 90% مما نطلبه من أولياء الأمور".

والمطلوب من المدرسين كثير، لذلك تقوم المدارس بمراقبة الحصص وتوفير المزيد من التدريب. وقال 8% فقط من أولياء الأمور إن المدرسين يتواصلون بشكل واضح، فيما ذكر 10% فقط إن ردود المدرسين مؤثرة وقال 6% إن المدرسين يقدمون دعما إضافيا. ولكن يؤكد المديرون أن المدرسين يبذلون جهودا كبيرة تحت ظروف صعبة. ويقول وهبي إن على مسؤولي المدارس أن يتأكدوا من قدرة المدرسين على استخدام التكنولوجيا وتقديم المناهج المطلوبة عن بعد، كما قامت "القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية" بزيادة ساعات التدريب بنسبة 40% خلال الصيف الحالي، وفقا للقلا. أما المدرسة الأمريكية الدولية، فخصصت الأسبوع التوجيهي الأول ونصف الثاني خلال شهر أغسطس لإعداد المدرسين على استخدام المنصات الإلكترونية ودعم تطورهم المهني، بحسب سيوتي. ويقول كل من وهبي والقلا إن التوجه منذ البداية كان يتضمن مراقبة الحصص الإلكترونية بشكل مفاجيء، للتعرف على كيفية تطويرها.

وتقوم المدارس بتطبيق توجهات مماثلة لحل المشكلات التقنية. فعلى الرغم من إفادة أكثر 72% من أولياء الأمور بأن المنصات سهلة الاستخدام، إلا أن المشكلات التقنية كانت حاضرة. ولمواجهة ذلك قام مسؤولو المدارس الذين تحدثنا معهم بالاستثمار في زيادة باقات الإنترنت للمدرسين وتقديم المعدات والتدريبات اللازمة. وقامت "القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية" أيضا بالتعاون مع شركاء، بينهم مايكروسوفت، لإيجاد حلول تقنية مثل تخفيض سعة نطاق الشبكة. ويقول القلا إن التلاميذ من ساكني المناطق الأقل تطورا من حيث البنية التحتية للاتصالات يحصلون على وقتا أطول لتسليم واجباتهم عن بعد في حالة عدم جودة الإنترنت هناك.

وتطبيقات الفصول المرئية متاحة لكنها باهظة الثمن، وتتكرر بها المشكلات التقنية أيضا مما يؤثر على كفاءتها. وأيد الكثير من أولياء الأمور الاعتماد على الفصول المرئية ليستطيع أطفالهم التعلم بشكل أكثر استقلالية. ومن بين تلك التطبيقات فليب جريد وسي سو والنسخة المجانية من جوجل كلاس روم وتطبيقات غير مجانية مثل سكولوجي، وجميعها مؤثرة للغاية، طبقا لسيوتي. ولكن تتكلف المدرسة كثيرا في حالة استخدام أي منها أو استخدام مزيج من أدوات مايكروسوفت ومستندات جوجل ونظام التعليم الخاص بها، مثلما تفعل "القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية". ويعتمد ذلك أيضا على وجود اتصال قوي بالإنترنت وأجهزة تتسم بالكفاءة، وهو ما لا يتوفر لدى جميع العائلات. ويشير القلا إلى أن التحول الكامل نحو الفصول المرئية يبرز أهمية تأسيس نظام عادل للتقييم والامتحانات عالميا.

والتقييم هو تحد آخر، إذ يرى 6% فقط من أولياء الأمور الذين شاركوا في الاستطلاع إن نظم التقييم على المنصات جيدة. ويشير وهبي إلى أن تقديم الرد والتقييم المفيدين يتطلب المزيد من قنوات التواصل بين أولياء الأمور والمدرسين. وتعد "جيمس" خطة لعقد محادثات منتظمة بين الطرفين إلكترونيا أو عبر الهاتف لمناقشة أداء الطلاب ورفاهيتهم.

ومن العناصر التي قد يحقق بها التعليم عن بعد تقدما هو علاقة الطالب بالعالم الحقيقي. فيقول سيوتي إن مدرسته تهدف لتقييم الطلاب من خلال مهارة محتواهم وفهمهم بشكل يعكس طبيعة العالم من حولهم. ويوضح "في العالم الإلكتروني يمكن للطالب بناء العلاقة بين المدرسة والعالم الحقيقي، فيمكن للطالب أن يشاهد فيديو على يوتيوب ويقوم بالنشر على مدونته الخاصة، حيث يتواجد جمهور حقيقي يتعدى المدرسة". ولكن يضع ذلك مسؤولية أكبر على المدارس لضمان أمن الطلاب الإلكتروني، إذ قد يشكل الإنترنت خطرا على الأطفال، بحسب سيوتي.

ومن المطلوب أيضا توفير وقت أطول لطرح الأسئلة والتفاعل بين الطلاب وبعضهم حرصا على رفاهيتهم. ويقول 16% فقط من أولياء الأمور إن المشاركة والتفاعل يعدان من نقاط القوة لدى منصات التعلم عن بعد. وتدرك المدارس أنه يجب بذل المزيد لتسهيل ذلك. لذلك تدعو الكثير من المدارس بقوة لتطبيق نظام تعليم مختلط العام المقبل، وفقا للقلا، ولو كان يتضمن بشكل طفيف تفاعلا جسديا تباعديا قد يحل مشكلة المشاركة والتفاعل الغائب بين الطلاب، على حد قوله. ولحين تطبيق النظام المختلط المرئي-الحقيقي، يؤيد مسؤولو المدارس بشدة إتاحة المزيد من الوقت المخصص لطرح الأسئلة على المدرسين.

وأخيرا، تسعى المدارس للاستماع لمطالب أولياء الأمور ولكن ذلك لا يتضمن رد المصروفات. وقال حوالي نصف أولياء الأمور في الاستطلاع إنه يريدون تغييرات بمنصات التعلم عن بعد قبل العام الدراسي المقبل، وهي الرسالة التي تلقاها مديرو المدارس بوضوح. ولكنهم أكدوا أيضا عدم إمكانية رد جانب من المصروفات، لأن نفقات تشغيل المدارس ارتفعت أثناء الإغلاق. ويوضح سيوتي أن عدم قدرة المدارس على الوفاء بنفقاتها يعني أنها ستضطر للإغلاق، ولن تقدم خدماتها مستقبلا.

أما مطلب إطالة العام الدراسي فهو قيد الدراسة، طبقا لوهبي. ويوضح "نبحث خيارات متعددة من بينها عام دراسي أطول أو حصص أكثر تركيزا بأوقات أقصر للراحة، هناك خيارات عدة".

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).