روتيني الصباحي (للعمل من المنزل): إسماعيل سليم مدير مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي

إسماعيل سليم مدير مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي: روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدئون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع إسماعيل سليم، مدير مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي، وهو أقدم مركز مستقل في أفريقيا والشرق الأوسط يتخصص في التحكيم التجاري في مصر وحول العالم.
أنا إسماعيل سليم، مدير مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي. أعتبر نفسي محظوظا لأني سافرت كثيرا وارتبطت بثقافات عدة طوال حياتي. كان والدي دبلوماسيا، لذلك عشت كطفل في مصر وجنيف وساحل العاج والصين وحصلت على رسالة الدكتوراة في فرنسا. ويقع مكتبي في القاهرة ولكنني أعمل مع العديد من الناس حول العالم، خاصة في المنطقة ودول أفريقيا جنوب الصحراء.
يتكون عملي من شقين رئيسيين وهما العمل القانوني والإداري في نفس الوقت. والتحكيم التجاري الدولي يعني وضع حلول للنزاعات، فيعمل المركز كمحكمة خاصة تختارها الأطراف المتنازعة لحل خلافاتها التجارية. ومجموعة محكمينا يماثلون القضاة وأنا أماثل وزير العدل. ولا أقوم بالتحكيم بنفسي في القضايا ولكنني اتخذ القرارات التي تضمن سلامة التحكيم. وأقرر نظر القضية من عدمه وأشرف على كل الخدمات المتعلقة مثل تعيين المحكمين والخدمات المالية والعلاقات مع المحامين الممثلين للأطراف المتنازعة والتنسيق مع محاكم الدولة التي تقوم بإقرار الأحكام. كما أعمل مع مراكز التحكيم الدولية لضمان أفضل ممارسة وهو ما يتضمن السفر المتكرر. كما نقوم بتنظيم دورات تدريبية ومؤتمرات في المركز، ضمن مجموعة أدوار أخرى نقوم بها.
بفضل التكنولوجيا تمكنا من تنظيم جلسات افتراضية استماع عن بعد خلال الإغلاق. فعلى سبيل المثال يستطيع المحكمون أن يستمعوا للأطراف المتنازعة وهم في مكاتبهم عبر تطبيقات مثل زوم ومايكروسوفت تيمز. وفي نفس الوقت يستمع لهم محامون في غرف مختلفة في المركز، حيث لا نسمح إلا بوجود عدد محدد في نفس الغرفة لتحقيق التباعد الاجتماعي.
خفض العمل من المنزل من الساعات التي يستغرقها التنقل للعمل، ولكنني اتعرض للتعطيل من أطفالي خلال اليوم. لا زلت استيقظ مبكرا في السادسة والنصف صباحا وأبدأ يومي قبل ساعات العمل. وأقضي معظم اليوم على مايكروسوفت تيمز على الكمبيوتر، وأذهب للمركز مرتين أسبوعيا فقط للقاء الناس. وقمت بفرض ارتداء الكمامات واستخدام معقم اليدين في المركز. ومنحني العمل من المنزل فرصة لقضاء وقت أطول مع زوجتي وأولادي الثلاثة وهو ما افتقدته بسبب جدولي المزدحم بالسفر.
وتعرضت لإغماءة العام الماضي في سيوة، وهو ما شكل نقطة تحول في نظامي الصحي. وقال الطبيب إني يجب أن أغير من أسلوب حياتي وبدأت في يناير إتباع نظام غذائي والتمرين يوميا. وأبدأ يومي الآن بكوب من الماء الساخن والليمون ثم إفطار من السلاطة التي تحتوي على بذور الشيا وخل التفاح. واستبدلت الشاي بالشاي بالزنجبيل ولكنني أتناول الكابتشينو من آن لآخر إذا احتجت للتنشيط. وأصبحت أتناول الطعام في وقت مبكر أكثر من قبل وامتنعت عن تناول النشويات والمشروبات الغازية. وفي المساء بعد العمل أركب دراجتي في مجمعي السكني أو أتمرن في الصالة الرياضية مع ابنتي.
متابعة تطورات الاقتصاد المصري أمر أساسي بالنسبة لعملي. وأتابع صحيفة المال يوميا، كما اكتشفت مؤخرا إنتربرايز، فأنا أهتم بمعرفة أخبار الاقتصاد المصري والشركات العاملة هنا ضمن الإطار العالمي.
مكنتنا أزمة "كوفيد-19" من تسليط الضوء على أهمية التحكيم. فخلال تلك الفترة عقدنا جلساتنا عن بعد بكفاءة في الوقت الذي أغلقت فيه المحاكم. وأثبتنا من خلال ذلك أن مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي هو بديل أكثر توفيرا لمراكز التحكيم في العواصم الأوروبية الكبرى وهو أمر مهم بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص. للأسف ستتصاعد النزاعات بعد انتهاء أزمة "كوفيد-19" لأن العديد من الشركات لن تتمكن من الوفاء بعقودها. وسنستمر في حل النزاعات من خلال خدمات بالتحكيم والوساطة التي نقدمها.
وما هو أكثر شيء افتقده خلال الإغلاق؟ الذهاب للسينما. وأخر ما شاهدته من أفلام هو "الممر" والنسخة الأحدث من فيلم "الأسد الملك"، الذين أنتجا بشكل متميز.
وأتطلع أيضا بشدة للسفر لأوروبا مرة أخرى، فقد تعودت على السفر هناك مرة واحدة على الأقل شهريا، لذلك فهو أمر افتقده بكل تأكيد.