الرجوع للعدد الكامل
الخميس, 9 أبريل 2020

روتيني من المنزل مع هادية مصطفى الشريكة الإدارية لشركة "إنك تانك"

هادية مصطفى الشريكة الإدارية والمؤسسة المشاركة لشركة إنك تانك: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع هادية مصطفى، الشريك الإداري للشركة الأم لإنتربرايز، إنك تانك.

أنا هادية مصطفى، الشريك الإداري والمؤسس المشارك لشركة إنك تانك، وهي شركة تعمل في مجال علاقات المستثمرين والاتصالات الاستراتيجية ومقرها مصر، وتقدم خدمات لأكثر من 40 شركة خاصة ومقيدة بالبورصة في مصر والسعودية والإمارات والبحرين. إنك تانك أيضا هي الشركة الأم، والفخور، لإنتربرايز.

لقد جربنا حظر التجوال وانهيار الاقتصاد خلال ظروف متفرقة سابقا، لكن وباء "كوفيد-19" أثر فينا جميعا بطريقة جذرية. منذ بدء العمل في إنك تانك عام 2007، شهدت مع شريكي الأزمة المالية العالمية في 2008، وثورتين في 2011 ثم 2013، وتعويم الجنيه المصري في 2016، لكن أيا من تلك الظروف لا يمكن مقارنته بما يحدث الآن.

في غضون أسبوع واحد، وجدت نفسي أشاهد ابني البالغ من العمر 23 عاما يعمل من المنزل خارج غرفة نومه، وزوجي يدير مصنعا من غرفة المعيشة، وابنتي البالغة من العمر 18 عاما تحزم أمتعتها من غرفة نومها في بوسطن للحاق بواحدة من آخر رحلات العودة إلى القاهرة. وكنت أنا أدير شركتنا المكونة من 63 شخصا من أمام مكتب ضئيل بغرفة نوم الضيوف، ولا أفعل تقريبا سوى محاولة تهدئة أي شعور بالذعر بين عملائنا في 4 دول، ومساعدتهم في البقاء هادئين وعلى معرفة جيدة بما يحدث.

الآن، وبعد 4 أسابيع تقريبا على العمل من المنزل، لا أعتقد أن الأمر يتعلق بمجرد كلمة "روتين"، بل بالتكيف مع فقدان كل الخطوات المتتالية التي حفظها عقلك وتمرس على أدائها يوميا لسنوات.

يبدأ يومي وينتهي بتفقد الأخبار على هاتفي. خلال فترة الحظر، أستيقظ عادة بين السادسة والنصف والسابعة صباحا، وأخلد إلى النوم قرب منتصف الليل. أبدأ صباحي بقراءة إنتربرايز، وأتنقل في المساء بين تصفح نيويورك تايمز وسماع بودكاست كروكد (لإرضاء شغفي بمتابعة السياسة الأمريكية)، بالإضافة إلى متابعة المؤتمرات الصحفية للبيت الأبيض بشأن الوباء على قناة إم إس إن بي سي. أحافظ على عادة تناول القهوة في الشرفة كل صباح حين لا يكون أحد غيري مستيقظا في المنزل، وأراجع رسائل البريد الإلكتروني ورسائل مايكروسوفت تيمز لمحاولة استنباط ما سيكون عليه اليوم.

خلال أول أسبوعين من العمل بالمنزل، كنا نؤسس لنظام جديد للشركة بأكملها. أجرينا يوميا مكالمة جماعية صباحية لأعضاء الإدارة في التاسعة إلا ربع، وأخرى ختامية في الخامسة مساء، وهو الأمر الذي كان مهما في البداية، إذ منحنا شعورا بالتواصل مع بعضنا وطمأننا إلى أن العمل يسير بكامل طاقته، وأن كل احتياجات العملاء والموظفين متوفرة. أما بعد ذلك، فقد وجدنا أن التواصل عن طريق الكتابة أفضل وأكثر فعالية من المكالمات.

لا أدري هل ما زلنا قادرين على وصف اليوم بأنه "طبيعي" أم لا، لكن كل أوقاتي لا تزال منصبة بشكل كبير على خدمة عملائنا. خلال اليوم، أجدني أتنقل بين عدة مهام تشمل العمل على تسليمات العملاء أو الإشراف عليها، ووضع استراتيجيات لكل من الشركة والعملاء حول تقليل تبعات الوباء على العمل ومحاولة تجاوز العاصفة دون خسائر فادحة. وبالطبع، زاد عدد المكالمات التي أجريها يوميا مع الموظفين والعملاء وطالت مددها، بسبب أننا لم نعد نتشارك ذات المساحة المادية مع بعضنا كالسابق.

تحد كبير آخر واجهني هو إدارة الأعمال المنزلية وإطعام الجميع في المنزل دون مساعدة خارجية، رغم أني محظوظة بدعم زوجي ونضج أبنائي، وكلهم يساعدني في البيت.

ومع العمل من المنزل وعدم وجود وقت محدد للانتهاء، اكتشفت أنني أمارس شيئا من العمل تقريبا على مدار اليوم كله. قررت تحديد موعد للمشي كل مساء، والآن صارت الساعة التي أقضيها في الهواء الطلق أبرز ما في يومي، وتساعدني حقا على تصفية ذهني. بعد المشي أجهز العشاء، ثم أعود لمتابعة أي أعمال لم أنته منها بعد، أو أقضي وقتا مع عائلتي وربما نشاهد نتفليكس. وفي بعض الأحيان أنسى العالم وأنا أخبز مع ابنتي ليلا.

وجود أبنائي معي في البيت هو الجانب الإيجابي الوحيد لهذه المحنة بأكملها، وأنا شديدة الامتنان لهذا.

الفروق الواهية بين مختلف جوانب حياتي تجعلني أشعر أحيانا أني لا أبذل 100% من مجهودي في أي جانب منها، لكني وصلت إلى قناعة بأنه ليس من الضرورة أن يكون الهدف الآن هو التزمت في هذا الخصوص. ما نعيشه في الوقت الحالي ليس أكثر الطرق مثالية للعمل من المنزل، فنحن مضطرون إلى التزام البيوت، لكن كلنا يبذل قصارى جهده في ما يخصه.

ملاذي في أيام العمل الصعبة هي تمارين الإطالة والتأمل. أحتفظ بسجادة يوجا بالقرب من مكتبي، وأؤدي تمرينا مدته 10 دقائق أو تأملا موجها في منتصف النهار، فممارسة الرياضة شيء لا يقدر بمال. يمنعني الحظر من حضور حصص البيلاتس والتبديل على الدراجات التي أحبها، لذا حملت تطبيقا للجري، وأحضر حصة بيلاتس بين الحين والآخر على تطبيق زووم.

أقرأ حاليا في الجزء الثالث من سلسلة روايات "ذا نيبوليتان" للكاتبة الإيطالية إيلينا فيرانتي، واسمه "الذين يغادرون، والذين يبقون". وعلى نتفليكس، أشاهد مسلسل فارجو، وأعيد مشاهدة أحد مسلسلاتي المفضلة على الإطلاق، ماد من. أعتقد أنه من المريح للغاية مشاهدة الدراما المكتوبة والمنفذة بشكل جميل، ومعرفة كيف تنتهي. لا أستمع إلى البودكاست بالقدر الكافي، إذ لم أعد أحظى بساعتين للمواصلات يوميا، لكني أحاول مواكبة ما يقدمونه في ذا دايلي على نيويورك تايمز، وهاو أي بلت ذس على إن بي أر، وبود سيف أميركا على كروكد. وقد بدأت مؤخرا في الاستماع إلى هوم كوكنج مع الطباخة سامين نوسرات، وأتطلع إلى استئناف إنتاج البودكاست الخاص بنا، ميكنج إت.

أهم شيء تعلمته في هذه الفترة أن التكنولوجيا ليست عدوا. أنا الأقل في الخبرة التقنية بين أعضاء فريقي، لكن العمل من المنزل جعلني أقدر التكنولوجيا حق قدرها، فبدونها لما كنا قادرين على إدارة الشركة بسلاسة وكفاءة كما فعلنا في الأسابيع القليلة الماضية.

أنا ممتنة للغاية بعملي مع مجموعة من الأشخاص الموهوبين والمتفانيين بشكل استثنائي، والذين أظهروا معدنهم الحقيقي فعلا في وقت الأزمة. الجميع، من أصغر محلل ومصمم ومطور إلى رؤساء الإدارات المالية والمبيعات والاستراتيجية، كلهم يؤدي عمله من المنزل بشكل مذهل، وكلهم يعمل على تلبية احتياجات عملائنا في ظل ظروف صعبة للغاية، غالبا ما تشمل التعامل مع أطفال، وبطء الإنترنت، والقلق بشأن المستقبل.

أعتقد أن الأولوية القصوى لأي شركة في الوقت الحالي هي رعاية موظفيها والحفاظ على صحتهم. بخلاف ذلك، من المهم بمكان أيضا التناقش بوضوح في ما يخص الأشياء المهمة، وقد بدأنا سلسلة جديدة من الملاحظات الاستشارية نقدمها للعملاء بالإنجليزية، ويمكن الوصول إليها هنا.

ما أحلم به في أوقات الحظر؟ قهوة من جريكو، وإنترنت سريع في مكتبي، والبحر.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).