الأسواق العالمية تبدأ الأسبوع باضطرابات مع خروج المتداولين من الأسواق الناشئة
الأسواق العالمية تبدأ الأسبوع باضطرابات مع خروج المتداولين من الأسواق الناشئة وغيرها من الأصول التي تصنف كأصول "خطرة". وتلقت أسهم الأسواق المتقدمة ضربة بعدما أعلنت الصين أنها سترفع الرسوم الجمركية على واردات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار. وجاء القرار الصيني ردا على قرار واشنطن بفرض رسوم على واردات صينية للولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار.
وأغلق المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية أمس متراجعا بنسبة 1.5% أمس وسط أحجام تداول مرتفعة نسبيا بمعايير شهر رمضان، إذ بلغ إجمالي قيم التداول 686 مليون جنيه، أي بزيادة 43% عن متوسط التداول منذ 2 مايو. أما الأسواق الأمريكية فسجلت أسوأ يوم للتداول منذ بداية العام، إذ تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 2.4%، في حين تراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.4%. وأغلقت الأسواق الأوروبية أمس أيضا في المنطقة الحمراء، في حين تراجع مؤشر فوتسي العالمي بنسبة 1.9%، مسجلا أقل مستوى له منذ مارس الماضي.
وواصلت الأسهم الآسيوية تراجعها حتى كتابة هذه السطور وسط تعاملات مكثفة، إذ دخلت أسهم اليابان والصين وهونج كونج وكوريا والهند ونيوزيلندا، المنطقة الحمراء.
وعملات الأسواق الناشئة تتراجع جراء اشتداد الحرب التجارية: انخفض مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة في التعاملات المبكرة أمس بمقدار 0.5% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ يناير الماضي، وذلك وسط المخاوف بشأن تأثيرات النزاع التجاري القائم بين الولايات المتحدة والصين على النمو الاقتصادي العالمي، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز. وخفضت جيه بي مورجان مراكزها في عملات الأسواق الناشئة عقب تعثر المحادثات الأمريكية الصينية. وذكرت وكالة رويترز أن عدد من كبار مديري الأصول مثل جيه بي مورجان ويو بي إس خفضوا مراكزهم في أصول الأسواق الناشئة، فيما قال سيتي بنك إنه سجل نزوحا للتدفقات بين عملائه من سوق عملات الأسواق الناشئة لثالث أسبوع على التوالي.
و"مؤشر الخوف" يقفز 30% أمس. وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن مؤشر التقلب ببورصة شيكاغو للعقود أو ما يعرف بـ "مؤشر الخوف" يميل إلى الارتفاع عندما تهبط الأسهم وهو واحد من عدة معايير تظهر ارتفاع التوترات في الأسواق، إذ يتوقع المستثمرون تقلبات كبيرة في الفترة المقبلة. وفي غضون ذلك، قال كبير استراتيجيات الأسهم لدى مورجان ستانلي، والذي صدقت تحذيراته بشأن الموجة البيعية العام الماضي، إن مستوى العلاقات بين الولايات المتحدة والصين يزيد من احتمالات حدوث تباطؤ اقتصادي طويل الأمد أو ربما ركود، وفق ما ذكرته بلومبرج.
الخوف من "الروبوتات": وكما ذكرنا أمس فإن هناك خطر من أن الصناديق، التي تعتمد على توصيات الذكاء الاصطناعي عززت مراكز بقوة في الأسهم خلال فترة تباطؤ الأسواق، يمكن أن تقرر فجأة بيع تلك الأسهم والانتقال إلى أصول أكثر أمانا مثل سندات الخزانة، مع عودة التقلبات إلى الأسواق.
وفيما يتعلق بالسياسة النقدية، تقول صحيفة وول ستريت جورنال إنه لا يوجد محلل يريد أن يغامر ويتوقع متى ستستعيد الأسواق هدوءها، وهناك احتمالية بأن يؤدي تصاعد التوترات التجارية إلى كبح النمو إلى الحد الذي يدفع البنوك المركزية لاتخاذ إجراءات إضافية لتيسير السياسة النقدية.
ويرى الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان في مقال نشرته بلومبرج أن واشنطن وبكين ستتوصلان إلى اتفاق في نهاية المطاف مع تقديم الصين لتنازلات. وقال العريان إنه كلما طالت المدة التي يتطلبها الجانبان للوصول إلى اتفاق تجاري كلما انخفضت احتمالية أن يؤدي إلى نهاية حاسمة للتوترات التجارية.