ما هي المهارات التي تبحث عنها سوق العمل المصرية في الخريجين الجدد؟ غالبا ما يُشار إلى الفجوة بين مجموعات المهارات المطلوبة في سوق العمل في مصر وتلك الموجودة في خريجي الجامعات كسبب لمستويات الإنتاجية المنخفضة نسبيا. هذه مشكلة إقليمية، كما يشير التقرير المشترك لعام 2022 (بي دي إف) حول نمو القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الصادر عن بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الدولي. ويشير التقرير إلى أنه حتى داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن العمال في مصر، إلى جانب الأردن وتونس، يؤدون مهاما أقل بكثير تتعلق بـ "وظائف المستقبل"، الأمر الذي يتطلب مهارات شخصية وتحليلية غير اعتيادية.
سألنا شركات القطاع الخاص عما يريدون رؤيته في الخريجين الجدد: تحدثنا مع ممثلين من مجموعة من القطاعات – شركات محاماة وشركات ناشئة وشركات أخرى في مجموعة من الصناعات – لسؤالهم عما يبحثون عنه في الخريجين الجدد الذين يوظفونهم.
ماذا قالوا: باختصار، من الواضح أن القطاعات المختلفة يمكن أن يكون لها احتياجات محددة تماما عندما يتعلق الأمر بالمعرفة والخبرة في مجال عملها. لكن هناك أمر مشترك ظهر في محادثاتنا مع الممثلين عن القطاعات المختلفة: المرشحون الذين يمكنهم إظهار نهج استباقي للتعلم ومستعدون لتطبيق معرفتهم في بيئة العمل مرغوب فيهم أكثر بكثير من أولئك الذين يعتمدون على الحفظ وتلقي التعليمات. لسوء الحظ، بينما تتخذ بعض الجامعات خطوات لتزويد الطلاب بهذه المهارات بطرق معينة، يبدو أن القليل منها قادر على تزويد الطلاب بها في جميع المجالات، كما تقول المصادر.
بالنسبة لشركات المحاماة، تعد القدرة على تكييف المعرفة القانونية وتطبيقها أمرا أساسيا: تبحث شركات المحاماة التجارية عن مرشحين يمكنهم تطبيق معرفتهم بشكل خلاق لحل المشكلات التي تواجه عملائهم، وفقا لممثلي الشركات المصرية الرائدة الذين تحدثوا لإنتربرايز. "نحن لسنا مجرد محامين، نحن محامو أعمال"، حسبما يقول معتز المهدي، الشريك الرئيسي في مكتب شلقاني للمحاماة. على هذا النحو، فإنهم يبحثون عن المرشحين الذين سيتمكنون في النهاية من تطبيق معرفتهم القانونية على سياق الأعمال الذي يمارسه عملاؤهم، والذي يتضمن التفكير الإبداعي وحل المشكلات، لتوجيه العملاء بشأن القرارات التجارية، كما يضيف.
لذلك يحتاج المرشحون إلى إظهار مهارات بحثية قوية: تعد معرفة كيفية البحث بفعالية، وما هي الأدوات القانونية التي يجب استخدامها، وكيفية اتباع التسلسل المنطقي للفكر والعمل لإيجاد حلول لقضايا معينة أمرا ضروريا، كما يقول فراس الصمد، الشريك الإداري في مكتب ذو الفقار وشركاها للاستشارات القانونية والمحاماة. ويضيف أن هذه العملية تتضمن البحث والتفكير للوصول إلى حل عملي لمشكلة العميل.
القدرة على العمل بشكل جيد في فريق: العمل في القضية الذي قد يتولاها الخريجون الجدد، سواء في قسم الشركات في شركة محاماة أو في التحكيم أو في التقاضي، بحكم طبيعته يتضمن العمل في فريق، لذلك يحتاج المتقدمون لإثبات قدرتهم على القيام بذلك، بحسب المهدي.
والمهارات اللغوية ضرورية أيضا: يعد المستوى العالي من الكفاءة في اللغة الإنجليزية أمرا ضروريا في مجال قانون الأعمال، لأن العديد من العقود تتم صياغتها باللغة الإنجليزية، كما تنفذ الكثير من الأعمال بها، بحسب المهدى والصمد. اللغة العربية الممتازة إلزامية أيضا، ومعرفة اللغة الفرنسية مفيدة، كما يقول الصمد. لكنهم يضيفون أن إتقان لغة تعاقدية معقدة لصياغة العقود لا يقل أهمية، وكذلك القدرة على عدم خداع العملاء بالمصطلحات القانونية. يقول الصمد: "غالبا ما لا يتمتع عملاؤك بخلفية قانونية، لذلك تحتاج إلى إبلاغهم بالخيارات والمخاطر باستخدام مصطلحات الشخص العادي، للوصول مباشرة إلى صلب الموضوع".
بالنسبة للشركات الناشئة، فإن بعض المعرفة الخاصة بالقطاع جيدة، ولكن المطلوب حقا هو الخبرة: أكثر المهارات قيمة للشركات الناشئة هي التعرض العملي لعمل الشركة الناشئة، إلى جانب النضج، كما يقول يوسف السماع، المدير الإداري لشركة استوديوهات المشاريع "فيبوناتشي ستوديو". "بالطبع، إذا كنت تبحث عن وظيفة أكثر تقنية، فقد ترغب في اكتساب المزيد من المهارات التقنية. يريد المطورون أشخاصا يعرفون لغات معينة ولديهم خبرة في البرمجة. لكن المهارات التقنية ليست ذات قيمة إذا لم تكن مصحوبة بالخبرة".
الشيء الأساسي هو إظهار رغبة حقيقية في التعمق والقيام بالعمل الشاق المتمثل في البناء: "كشركة ناشئة تعاني دائما من نقص في الموظفين، يحتاج الناس إلى فعل كل شيء، داخل وخارج مهامهم الوظيفية، نحن بحاجة إلى أشخاص يتمتعون بالسلوك الصحيح، ويتحملون مسؤولية عملهم"، وفقا لكمال السويني، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة رابيت موبيليتي. تتضمن مقابلات رابيت مع المرشحين الجدد للوظائف، تقييم كيفية استجابة المرشح للتعليقات، سواء إظهار المقاومة أو النظر إليها بشكل إيجابي، بحسب السويني. ويقول السماع إن جزءا كبيرا من التكيف السريع مع الحياة العملية ينطوي على العمل بشكل استباقي، لذلك تبحث الشركات الناشئة عن الأشخاص الذين يدركون أن من مسؤوليتهم تطوير أنفسهم. ويضيف: "تحتاج الشركات الناشئة إلى أشخاص يأخذون زمام المبادرة ثم يتعلمون أثناء تقدمهم".
"عندما نفوض المهام للخريجين الجدد، فإن الأفضل منهم هم أولئك الذين يفهمون سبب قيامنا بهذه المهمة، وليس فقط معايير المهمة"، يقول حسين الخشن، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للتكنولوجيا في "ساكنين". "بعد ذلك يمكنهم قياس كيفية البناء على المهمة، دون الاعتماد باستمرار على التوجيه من عضو آخر في الفريق أثناء تحركهم".
الشركات الخاصة بقطاع معين، سواء كانت متعددة الجنسيات أو محلية، قد تبحث عن بعض المهارات الصعبة والمعرفة القطاعية، حسبما قال المتحدثون. "نحن نعمل في القطاع الصناعي، لذلك نحتاج عادة إلى خريجين جدد من المهندسين الميكانيكيين أو الكهربائيين إذا كانوا يعملون في المصنع، أو المهندسين المدنيين أو مهندسي الإنشاءات إذا كانوا يعملون في مواقعنا التجارية أو التقنية"، حسبما يقول وفيق بشارة، نائب رئيس الموارد البشرية في شركة سيمكس مصر. ويقول طارق نور، المدير العام في تي بي إس، إنه عندما توظف تي بي إس خريجين جدد كأعضاء في الفريق التشغيلي، بما في ذلك خبراء صناعة القهوة، فإن تقييم الكفاءات الوظيفية، مثل السرعة التي يمكنهم بها صنع القهوة وإعداد طاولة، يكون جزءا من عملية التوظيف.
لكن العديد من الشركات لا تتوقع رؤية مجموعات كبيرة من الخريجين الجدد ذوي المهارات التقنية المحددة: ليس من الممكن تعيين خريجين جدد للعديد من الوظائف التي تتطلب مهارات صعبة ومحددة في تي بي إس، بما في ذلك أعضاء الفريق الذين يعملون في إدارة سلسلة التوريد والمشتريات والتخزين والسلع التامة الصنع، بحسب نور. ويضيف أن اكتساب هذه المهارة والمعرفة يأتي مع الخبرة العملية. ويقول مصطفى رؤوف، رئيس قسم الموارد البشرية في إتش إس بي سي مصر، إنه على الرغم من أن غالبية الخريجين الجدد الذين يتقدمون إلى إتش إس بي سي مصر متخصصون في المحاسبة أو الأعمال التجارية، فإن الشركة ترى، وترحب، بالمتقدمين من مجالات تشمل الهندسة والأدوية.
لذا قبل كل شيء، يبحثون عن سمات سلوكية مثل الديناميكية والفضول والمرونة: تقوم شركة بيبسيكو إيجيبت في المقام الأول بتقييم المرشحين بناء على العديد من المهارات والصفات التي تشير إلى إمكاناتهم طويلة المدى للنمو في المؤسسة، مثل الفضول والاهتمام بالتعلم، ودعم الأقران، إظهار الذكاء العاطفي والمرونة، وإدارة العلاقات القوية، والتركيز على النتائج، والقدرة على النظر على نطاق واسع إلى احتياجات المنظمة، كما تقول مديرة الموارد البشرية نانيس فهمي.
يمكن تعلم العديد من هذه الأشياء خارج البيئة التعليمية، وغالبا ما يقدم الخريجون الجدد أمثلة في مقابلات التوظيف حول كيفية إظهارهم لهذه المهارات في علاقاتهم الشخصية أو الأنشطة اللامنهجية، بدلا من سياق أكاديمي محدد، حسبما يقول كل من فهمي ونور رؤوف وبشارة.
أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:
هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).
الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©
نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).