كيف يكتسب الخريجون الجدد في مصر المهارات التي يحتاجونها للعمل؟ تسعى شركات القطاع الخاص في مصر إلى الحصول على مجموعة من المهارات في الخريجين الجدد الذين توظفهم، فغالبا ما يكون للقطاعات المختلفة احتياجات محددة تماما، كما أشرنا الأسبوع الماضي. لسوء الحظ، يمكن أن يختلف مدى خروج الخريجين الجدد من الجامعات المصرية بالمهارات المطلوبة في سوق العمل بشكل كبير، كما تخبرنا مصادرنا في مكاتب المحاماة والشركات الناشئة والشركات في مجموعة من الصناعات.
ما هي أفضل الجامعات المصرية في إعداد الخريجين الجدد لسوق العمل؟ الإجابة المختصرة هي أنه بسبب الطريقة التي يعمل بها نظام الجامعات في مصر، فإن بعض الجامعات – العامة أو الخاصة – قوية بشكل خاص في مختلف المجالات أو التخصصات التقنية. الخريجون الجدد القادمون من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة هم من بين أفضل المرشحين، حسبما يرى فراس الصمد، الشريك الإداري في مكتب ذو الفقار وشركاها للاستشارات القانونية والمحاماة، بينما يرى الشلقاني أيضا العديد من المرشحين الجيدين من جامعات خاصة مثل الجامعة الألمانية في القاهرة والجامعة البريطانية في مصر، كما يقول الشريك الرئيسي معتز المهدي. يقول وفيق بشارة، نائب رئيس قطاع الموارد البشرية في شركة سيمكس مصر، إن جامعة أسيوط لديها أقسام ممتازة في الهندسة الميكانيكية والكهربائية، وكلية علوم جيدة. "نرى مجموعة كبيرة من المواهب من هناك".
ومع ذلك، فإن كل مؤسسة لديها مجموعة من العيوب وأوجه القصور الخاصة بها: إحدى المشكلات الرئيسية في الجامعات الحكومية هي ببساطة معدل الالتحاق المرتفع مقارنة بالجامعات الخاصة، كما يشير المهدي. ويشير الصمد أيضا إلى أن أحد نقاط الضعف الكبيرة في السوق هو الاعتماد على الحفظ عن ظهر قلب لطلاب الحقوق. "غالبا ما يستشهد الخريجون الجدد وحتى المبتدئون المعينون حديثا بشكل انعكاسي بالمراجع القانونية، كما لو كان هذا هو ما يهم. لا يهتم العميل بالمراجع، ولكن بما تنصحه به".
العديد من الخريجين الجدد الذين يتمتعون بالمهارات والخبرة التقنية قد طوروها على الرغم من – وليس بسبب – التعليم الجامعي الذي تلقوه: لا يرى مجتمع الشركات الناشئة العديد من الخريجين الجدد الذين يتمتعون بالمجموعة المطلوبة من المهارات التقنية والخبرة العملية في الوقت الحالي، كما يشير يوسف السماع، العضو المنتدب لشركة استوديوهات المشاريع "ستوديو فيبوناتشي". "نحن في قطاع تحتاج فيه إلى الكثير من التطوير الذاتي والتعليم الذاتي"، حسبما يقول حسين الخشن، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للتكنولوجيا في ساكنين. "أعتقد أنه نظرا لأن نظام الجامعة العامة يواجه تحديات، فإن المرشحين الذين يمرون بهذا النظام ينتهي بهم الأمر للقيام بكل التعليم الذاتي على أي حال، لا أحد يمنح صدقات". غالبا ما ينتهي الأمر بالمرشحين الذين يعلمون أنفسهم بأن يكونوا أقوى، بحسب ما يعتقد الخشن.
ومع ذلك، لا مفر من حقيقة أن الجامعات المرموقة في مصر تمنح المرشحين ميزة عندما يتعلق الأمر بأمور مثل القدرة على عرض الأفكار والثقة: الخريجون من جامعات مثل الجامعة الأمريكية والألمانية بالقاهرة لديهم السبق من بعض النواحي، لأن أنظمة التعليم لديهم تميل إلى التركيز أكثر على أشياء مثل الثقة بالنفس، وكيف يقدم الطلاب الأفكار، وكيف يقدمون أنفسهم، حسبما قالت نانيس فهمي رئيس قطاع الموارد البشرية في شركة بيبسيكو مصر.
عموما، تبحث العديد من الشركات عن مرشحين من مجموعة واسعة من الجامعات: "نحن لا نضع الجامعة كمعيار. بل نبذل قصارى جهدنا لاختيار أفضل المرشحين"، حسبما يقول بشارة. يقول طارق نور، المدير العام لتي بي إس، إن الشيء الأساسي هو اختيار المرشحين من الجامعات المعتمدة التي لا تقدم تعليما نظريا فحسب، بل تمنح طلابها فرصة التعرف على السيناريوهات المختلفة التي يواجهونها في العمل والحياة.
ولكن مع ندرة الخريجين القادرين على العمل مباشرة، تتخذ العديد من الشركات خطوات لسد الفجوات بأنفسهم، بما في ذلك تقديم برامج التدريب الداخلي، وتزويد الموظفين الجدد بالتدريب أثناء العمل.
تحظى برامج التدريب الداخلي بشعبية في جميع الصناعات، إذ تتيح التعرض للوظيفة مع إمكانية الحصول على عمل دائم: تقدم سيميكس برنامج تدريب عملي من أربعة إلى ستة أسابيع يستهدف نحو 50 طالبا جامعيا، عادة من كليات الهندسة أو التجارة أو العلوم، سنويا، كما يقول بشارة. بعد التوقف لعدة سنوات، أعاد إتش إس بي سي إطلاق برنامج تدريب داخلي سيطلب من المرشحين التفكير في نمو سوق البنك وتجربة العملاء وتنمية المهارات الشخصية، وفقا لما صرح به مصطفى رؤوف، رئيس قسم الموارد البشرية في إتش إس بي سي لإنتربرايز. يهدف البرنامج المكون من ستة إلى ثمانية أسابيع إلى العمل مع 15-25 مرشحا هذا العام. تعد برامج التدريب الداخلي ضرورية أيضا لشركات المحاماة لمراقبة مهارات وسلوك المتدربين، وهو ما يقول المهدي "يضعنا في وضع أفضل للحكم على ما إذا كان الطالب لديه المهارات التي نبحث عنها".
تقدم الشركات الناشئة أيضا فرصا للتدريب الداخلي: تقدم ماي سيليوم برنامجا تدريبيا مدته ثلاثة أشهر لنحو 15 متدربا، والذي بدأ في عام 2020، كما يقول الرئيس التنفيذي محمد فوزي. "نحاول إشراكهم قدر الإمكان في عملنا ونشجعهم على مشاركة الأفكار. يحتاج معظم المتدربين إلى قدر كبير من التدريب التمهيدي حول ما نقوم به وما هي الشركة الناشئة حقا". بدأت شركة رابيت موبيليتي أيضا برنامج تدريب داخلي، كما يشير المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي كمال السويني. ويضيف أن هذا قد يؤدي في النهاية إلى وظائف دائمة للمتدربين.
على الجانب الآخر من المعادلة، الطلاب البارزين هم الذين سعوا بشكل استباقي للحصول على الخبرة من خلال التدريبات والأنشطة الطلابية: "إذا كان الطلاب قد أجروا تدريبات حقيقية، ليس فقط تدريبا صيفيا، ولكن خبرة عمل حقيقية، فهذا يحدث فرقا"، حسبما يقول السماع. يعتبر الخشن خريجا جديدا قام بالكثير من العمل بدوام جزئي لمدة ثلاث سنوات، أن يكون لديه ثلاث سنوات من الخبرة.
بمجرد تعيين المرشحين، تقدم الشركات تدريبا لإدماجهم سرعة: تقدم تي بي إس أنواعا مختلفة من الدورات التدريبية للموظفين الجدد، أولها عبارة عن برنامج تدريبي لمدة ثلاثة أيام يوفر لهم مقدمة عن بيئة العمل، بما في ذلك أساسيات سلامة الغذاء والنظافة، كما يقول نور. وأضاف أن الجلسات التدريبية الأخرى تركز على الأسلوب القيادي وخفة الحركة والتفاعل من العملاء، وتجرى بعض هذه الدورات من قبل خبراء من خارج المؤسسة. تقدم رابيت ثلاثة إلى أربعة أيام من التأهيل للموظفين الجدد، يتعرفون خلالها على تاريخ الشركة ورؤيتها وقيمها، ولماذا تفعل الشركة ما تفعله، طبقا للسويني. ويضيف أن هذا ينتهي ببعض الملاحظات الشخصية حول إمكانية تعايش كل موظف جديد، قبل أن يبدأوا العمل في الأسبوع التالي.
ويستثمر البعض بشكل كبير في التدريب طويل المدى: يقول الصمد إن التدريب طويل الأمد أثناء العمل مهم للغاية بالنسبة إلى مكتب ذو الفقار وشركاها. ويشير إلى أن الاستثمار في تدريب مساعدين جدد "عنصر كبير في ميزانيتنا"، دون الكشف عن أرقام محددة. ونوه الصمد إلى أن "الكثير من التدريب يركز على مساعدة الموظفين الجدد على فهم كيفية التعامل مع مهام معينة. "إذا كان لدينا متسعا من الوقت، فإننا نحدد مهمة للموظفين الجدد، ثم نراجع العمل ونناقشه معهم، ونطلب منهم إعادته إذا لزم الأمر، بناء على تعليماتنا وتعليقاتنا". ويضيف أن الشركة تستأجر أحيانا مدربين خارجيين، غالبا مستشارين محترفين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لتدريب المحامين المبتدئين على كيفية صياغة العقود والأبحاث.
أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:
هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).
الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©
نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).