الجمعة, 1 نوفمبر 2019

التغيرات المناخية تزداد خطورة ولكن الوقت لم يفت بعد

البداية

ثروتك هو موجز من إنتربرايز مخصص لك: لقيادات الشركات ورواد الأعمال الذين يعرفون أن الوقت لا يعني المال، ولكن الوقت والمال مواد أولية للأمور الأهم في الحياة وعلى رأسها عائلتك.

مرة واحدة في كل شهر، بالشراكة مع أصدقائنا في قطاع إدارة الثروات بالبنك التجاري الدولي CIB Wealth ، سنقدم لك مجموعة مختارة من الأفكار والنصائح والقصص الملهمة، والتي ستساعدك على الاستفادة من وقتك بالقدر الأكبر، وتحسين ثروتك، وبناء حياة أفضل مع من تحب.

وكما هو الحال دائما، يسعدنا الاستماع إلى قرائنا. أرسل لنا أفكار لقصص، أو ملحوظات، أو نصائح، أو اقتراحات، على البريد الإلكتروني editorial@enterprise.press .

تغير المناخ: المخاطر العالمية على المحك

التغيرات المناخية لن تختفي، بل يزداد الأمر خطورة مع كل دقيقة تمر. ظل علماء ونشاط المناخ لعشرات السنوات يحاولون إخبار كل من يريد أن يسمع كيف أننا نحول كوكبنا إلى "إناء ضغط" كبير. ونحن في إنتربرايز حاولنا العام الماضي إلقاء الضوء على التغيرات المناخية في عدد خصصناه لتلك الظاهرة، يمكنكم الاطلاع عليه هنا، واليوم نعود مرة أخرى للتأكيد على خطورة تلك الظاهرة. وضع في اعتبارك أن ظاهرة تغير المناخ لا تتلخص فقط في ظاهرة الاحتباس الحراري، فهي سلسلة من القضايا البيئية المترابطة، بما في ذلك ارتفاع مستويات المياه، الظروف المناخية القاسية (مثل الأعاصير الشديدة) والتغييرات التي تطرأ على أصناف الحياة البرية والنظم الإيكولوجية المختلفة.

عندما تشكو أوروبا أيضا من ارتفاع درجات الحرارة، نتأكد أن هناك خطأ كبيرا للغاية. سجل شهر يوليو 2019 أكثر الأشهر سخونة خلال العام وأكثر شهور يوليو سخونة على الإطلاق في ضوء الارتفاع المتواصل للدرجات الحرارة، حسبما أشارت مجلة التايم. وأشارت وكالة فرانس برس إلى أن موجة الحر التي ضربت فرنسا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا، كانت أعلى بحوالي 3 درجات مئوية بسبب تغير المناخ الذي سببه البشر.

النظم الإيكولوجية المختلفة على الكوكب والكائنات الحية الأخرى ستتضرر بشكل كبير: نحن نواجه موجة من الانقراض الجماعي، وقد نكون على حافة الانقراض الجماعي السادس من نوعه في تاريخ البشر، وفق تقرير مجلة بيزنس إنسايدر. وتسبب النشاط البشري في زيادة احتمالية حدوث تلك الانقراضات بمقدار 1000 ضعف، وحاليا هناك حوالي مليون نوع من النباتات والحيوانات من المحتمل انقراضها خلال عقود قليلة من الآن. ونحن هنا نتحدث عن كل شيء؛ من الحشرات (التي قد تكون مصدر إزعاج لكنها ضرورية للاستقرار البيئي) وحتى الفهود.

أخرجت العولمة الملايين من الفقر والتغير المناخي سيعيدهم إلى مجددا، كما سيصبح الآلاف في عداد المهاجرين: توقع البنك الدولي في عام 2015 أن يؤدي التغير المناخي إلى عودة نحو 100 مليون شخص إلى دائرة الفقر بحلول عام 2030، وسيكون أغلبهم من أفريقيا. وفي تقرير آخر حول الهجرة الداخلية للأسباب المناخية، قدر البنك الدولي عدد المهاجرين بسبب التغيرات المناخية بـ 143 مليون شخص في مناطق العالم النامية بحلول عام 2050، إذ سيضطر أشخاص وأسر ومجتمعات بأكملها إلى البحث عن أماكن صالحة للحياة وأقل خطورة من المناطق التي يعيشون فيها. ويقول خبراء إن مصر التي يوجد بها عدد كبير من اللاجئين من إثيوبيا وإريتريا والسودان يحاولون الوصول إلى أوروبا شهدت منذ عام 2015 تضاعف عدد القادمين إليها من دول جنوب الصحراء. تدهور المناخ يؤدي إلى تفاقم الأسباب التي تدفع الناس إلى الهجرة، ومن بينها الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية المتردية، والضغوط لتلبية الاحتياجات الأساسية للمعيشة، حسبما كتبت كارولا راكيت قائدة إحدى السفن الألمانية، والتي ألقي القبض عليها لإنقاذها 40 لاجئا من البحر المتوسط في وقت سابق من هذا العام.

نحن ببساطة لم نعد نعرف كيف نزرع الطعام في الظروف البيئية الحالية. مع تغير الأنماط المعتادة لهطول الأمطار ودرجات الحرارة والحياة البرية إلى أنماط جديدة وغير متوقعة، أصبحت أساليب الزراعة التقليدية التي صمدت لآلاف السنين غير صالحة الآن، حسبما يقول بيتر شوارتزتين في ناشونال جرافيك. تؤثر التغيرات المناخية على مواعيد الزراعة والحصاد، متى يمكن إزالة الحشائش الضارة، كيف تخزن المحاصيل، وأين يمكن أن ترعى الحيوانات. يؤدي ذلك إلى هلاك الكثير من المحاصيل، والمزيد من الجوع في أجزاء متفرقة من العالم تتعرض بالفعل للخطر، وكذلك تتضرر المعرفة والثقافات التقليدية في المجتمعات المحلية.

الاستثمار في مستقبل أخضر

يعد الوقت والطاقة من أثمن مواردنا، ولا شيء يضاهي توفيرهما لما هو مهم حقا، ولهذا السبب يقدم البنك التجاري الدولي خدمات CIB Wealth Concierge الفاخرة، مع مراعاة وقتك وراحتك ورفاهيتك.

ويقدم البرنامج التي يقدم من خلال خدمة CIB Wealth Concierge ، بالتعاون مع شركة Les Concierges Egypt ، باقة من الخدمات المجانية الفريدة التي يمكن تخصيصها حسب احتياجاتك الخاصة إنجاز العديد من الخدمات بكفاءة عالية سواء مصالحك اليومية أو عندك مناسبة خاصة أو حجز باسمك في المطعم اللي تختاره.

ويتمتع عملاء CIB Wealth بتجربة مميزة وحصرية لإنجاز العديد من الخدمات بكفاءة عالية على مدار الساعة ومن بينها:

  • الدعم الخاص لأداء المصالح والخدمات الحكومية
  • دفع الفواتير
  • خدمة حجز مواعيد مع الأطباء
  • خدمات السفر حجز السفر
  • المشاوير
  • خدمات التسوق
  • إدارة المنزل
  • حجوزات المطاعم
  • العناية بالسيارات
  • خدمات VIP مثل حجز تذاكر السينما والمسرح والحفلات

لمزيد من المعلومات قم بزيارة أقرب فرع من فروع​ البنك التجاري الدولي أو قم بزيارة الموقع الإلكتروني للبنك.

وتتزايد أولوية الاعتبارات المناخية لدى المستثمرين، ففي 2018 قال مديرو الأموال أنهم يراعون الاعتبارات المناخية والانبعاثات الضارة في استثماراتهم التي تقدر بـ 3 ترليون دولار، بحسب المنتدى الأمريكي للاستثمار المستدام والمسؤول. ولا يعني ذلك التخلي عن الأرباح في مقابل فعل الخير، ولكنه يهدف إلى تحديد الشركات والقطاعات التي تبتكر الحلول للتغير المناخي وتقليل التركيز على الشركات التي لا تعمل لصالح العالم الذي يزداد حرارة. ومع ازدياد الضغوطات على الحكومات والشركات لتغيير سياساتها، أصبح وضع الخطط للاستثمار الصديق للبيئة نهجا ذكيا للشركات.

وتعتبر الطاقة البديلة هي القطاع الأمثل: أصبحت المصادر المتجددة للطاقة قطاعا جذابا للاستثمارات ويرجع ذلك من ناحية إلى التشريعات والسياسات الجديدة التي تسهل الاستثمار فيها بالعديد من الدول، ومن ناحية أخرى بفضل الشركات الكبيرة مثل آبل وجوجل التي تبنت مصادر متجددة للطاقة لتشغيل أعمالها في الولايات المتحدة. وتشارك في الاستثمارات المتعلقة بالطاقة المتجددة شركات توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية من باطن الأرض، ذلك إلى جانب الشركات التي تطور البنية التحتية لاستخدام الطاقة النظيفة مثل إنتاج البطاريات والسيارات الكهربائية.

وهناك العديد من الوسائل التي تحصن بها أعمالك لتصبح صديقة للمناخ: يزداد عدد واتساع وسائل التمويل التي تركز على الحفاظ على البيئة ومن بينها تمبلتون العالمية للتغير المناخي وصندوق أفيفا الأوروبي للتغير المناخي وصندوق DWS للاستثمار التكنولوجي الخاص بالتغير المناخي. كما يزداد إصدار السندات الخضراء أيضا. وأصبحت الشركات التي تسعى لتطوير صناعات كاملة، مثل الاعتماد على الأساليب المستدامة في البناء، أصبحت أيضا مجالا هاما للاستثمار الصديق للبيئة. ويمكن للمستثمرين أيضا الاتجاه للشركات التي تتغير بوتيرة أقل من خلال اتخاذ خطوات لتجهيز المباني واستبدال مصادرها التقليدية للطاقة بأخرى متجددة.

في الوقت نفسه، الابتكارات التكنولوجية بهذا القطاع جاهزة للازدهار: التنقل الذكي والذي يشمل السيارات الكهربائية، وتطوير مواد إنتاج بطاريات السيارات، والخدمات مثل مشاركة رحلات السيارات، وامتصاص الكربون وتخزينه، وكفاءة الطاقة، والشبكات الذكية، والتكنولوجيا الزراعية، جميعها لديها القدرة على إحداث تحول كبير بالأسواق. مبادرات الزراعة الرأسية، مثل Crop One ، تستخدم مياه أقل بنسبة تصل إلى 99% من الزراعة التقليدية. كذلك تستخدم شركة Winnow لإدارة النفايات الغذائية الذكاء الاصطناعي وبرامج التعرف على الصور لتتبع المواد الغذائية التي يتم التخلص منها بانتظام في المطاعم. وتستخدم الزراعة الدقيقة، التي تستخدمها الشركات مثل تريمبل نافيجيشن، برمجيات مثبتة على الآلات الزراعية لتتبع أحوال الطقس والتربة حتى يتمكن المزارعون من استخدام مواردهم على أفضل وجه. وفي آسيا، تسير الاستثمارات في السكك الحديدية بسرعة كبيرة، مثل مشروع قطار MTR بهونج كونج.

لكن احذر من الفقاعة: لا يزال المستثمرون بحاجة إلى إدراك المخاطر، كما يقول مديرو الأموال. ويحذر البعض من تكرار مزاحمة السوق وضغوط الهوامش التي شهدها العالم في قطاعي طاقة الرياح والطاقة الشمسية في عام 2007، قائلين إن النمو الهائل لا يحقق بالضرورة عائدات كبيرة. ويحذر آخرون من أن أي مجال للاستثمار يحاول أن يكون متطورا سيكون بالضرورة على درجة عالية من المخاطرة. ولصناديق الاستثمار ذات الطابع المناخي تاريخ قصير نسبيا، لذلك يمكن أن يكون من الصعب تقييم أدائها.

التوصيات؟ قم بالتنويع وإجراء البحوث. مثل أي مجال آخر، ينبغي عليك تطبيق أفضل ممارسات الاستثمار. ويقول مديرو الثروات إن عليك تقييم مقدار المخاطر التي تريدها، والأفق الزمني لاستثماراتك، والحد الأدنى لمتطلبات الاستثمار والآثار الضريبية المحتملة، كما أن طلب الحصول على التوجيه ليس عيبا. يقول أحد المستشارين إن النجاح في هذا النوع من الاستثمار يدور حول "فهم المبادئ التقليدية لتخصيص الأصول، وإنشاء المحافظ ، والحصول على شريك مالي، سواء مستشار أو مدير ثروات، يمكنه مساعدتك في إنجاح تلك العملية"

وإذا كان الاستثمار فى تحسين البيئة ليس ملعبك، يمكنك على الأقل فعل الكثير في شركتك كي تصبح أكثر حرصا على البيئة. ستجد على الإنترنت المئات من المواقع التي تعطيك نصائح لجعل مكتبك أكثر خضرة واستدامة، مثل موقع وورك ديزاين، والذي يقدم النصائح الأساسية مثل وضع وحدات فرز المهملات، والحرص على فصل الأجهزة الكهربائية غير المستخدمة، واستخدام لمبات الليد، وإلخ. ويقدم موقع زيرو كيتر إنفوجراف أنيق يوضح كيفية جعل كل قطعة في مكتبك صديقة للبيئة. وهناك آخرون مثل موقع "بيفي بلوج"، والذي يقدم نصائح أكثر جرأة، ومنها السماح للموظفين بالعمل خارج المكتب لتقليل الأثر الكربوني لشركتك.

نحن هنا في إنتربرايز نحرص على اتباع الكثير من النصائح السابقة. ومؤخرا قمنا بتزيين مكاتبنا بكثير من النباتات الخضراء، من خلال شركة البستاني للزراعة المائية المستدامة وجدران نباتية من شركة Living Blocks .

أهم خمسة أخبار في شهر أكتوبر

شملت الموضوعات الخمسة الأكثر أهمية خلال أكتوبر ما يلي:

التغيرات المناخية لها تأثير مباشر على مصر

تشهد مصر (والعالم) بالفعل تحولات لا تعد ولا تحصى جراء تغير المناخ– يرتبط الكثير منها بالمياه والمحاصيل والحرارة والطقس والصحة. ويستعرض موقع ناشيونال جيوجرافيك في هذا الإنفوجراف ملامح هذا التغيير عالميا.

هل تعلم أنه من المتوقع أن تواجه القاهرة نقصا حادا في المياه بحلول عام 2025؟ العاصمة المصرية بالفعل مدرجة في قائمة المدن العشر الأكثر عرضة لخطر شح المياه على مستوى العالم. وفي الوقت ذاته، تحاول الإسكندرية التصدي بكل قوة لارتفاع منسوب مياه البحر. ويؤدي الانخفاض التدريجي لمستويات تركيزات الأكسجين المذاب إلى تدهور جودة مياه النيل، مما يشكل تهديدا لإنتاجية الأسماك والزراعة والاستهلاك البشري.

وتؤثر طول فترة الفصول والآفات والجفاف والفيضانات على إنتاج المحاصيل: أظهرت إحدى الدراسات أنه بحلول العام 2050، ستكون الأراضي الصالحة لزراعة السلع الأربع الأساسية في العالم -الذرة والأرز والقمح والبطاطس- قد تغيرت. وهذا من شأنه تغيير نظام الزراعة العالمي بأكمله. قد تفقد دلتا النيل الخصبة في مصر نحو 15% من أراضيها الزراعية الرئيسية بحلول 2050، بسبب الملوحة. ففي الشهر الماضي، حذر وزير الزراعة عز الدين أبوستيت، من أن التغيرات المناخية تشكل تهديدا خطيرا للأمن الغذائي في مصر، مؤكدا أن الحكومة تتخذ خطوات لدعم استدامة إنتاج الغذاء، بما في ذلك زراعة أصناف جديدة من الأرز أقل استهلاكا للمياه وتوفر كميات من المياه، بل تسعى بعض المبادرات إلى إعادة تدريب المزارعين، لمساعدتهم على التكيف مع واقعهم الجديد.

الجميع يشعر بالفعل بارتفاع الحرارة، لكن الأمر سيزداد حدة: من المتوقع أن يقفز متوسط درجات الحرارة عدة درجات بحلول عام 2100. ستتحول المناخات الدافئة بشكل جذري، ليصبح تكييف الهواء – الذي تشبع العالم منه بالفعل – ضرورة. ولن يؤدي هذا إلا إلى مزيد من الارتفاع في درجات الحرارة. ورغم أن درجات الحرارة الحارقة تعد أمرا معتادا في مصر، إلا أنها تصل الآن إلى مستويات جديدة. ففي عام 2018، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية أن السنوات الثلاث الماضية كانت الأعلى حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، كما أن وتيرة ارتفاع درجات الحرارة آخذة في الزيادة.

الظروف الجوية القاسية تهدد أيضا كنوز مصر الأثرية: سلطت دراسة صادرة عن الأمم المتحدة الضوء على الأضرار التي لحقت بالآثار القديمة إثر التغيرات المناخية، فقد أدت الفترات الطويلة من الحرارة الشديدة في أسوان إلى تصدع العديد من هياكل الجرانيت الوردية التي يعود بعضها إلى العصر الفرعوني. وفي الأقصر، يتسبب سقوط الأمطار الغزيرة في تآكل أبنية الطينية التي تعود إلى عدة قرون.

تنامي مخاطر الصحة العامة: لا يعد المناخ الأكثر دفئا مفيدا للصحة بوجه عام، سواء لكونه سببا في انتشار الأمراض المعدية في الموجات الحارة، أو الجوع وسوء التغذية جراء تدني إنتاج المحاصيل وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الهواء أو زيادة مخاطر التعرض لضربات الشمس. وتؤدي الزيادة في الطقس شديد الحرارة إلى مزيد من انقطاعات التيار الكهربائي، مما قد يؤثر بشدة على المستشفيات وأنظمة النقل. وقد توفي ما يزيد عن 100 شخص في مصر في صيف عام 2015، بسبب موجات الحر الشديد. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات بسبب أمراض مثل الملاريا والإسهال وسوء التغذية وأمراض الجهاز التنفسي مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يودي الإسهال وحده بحياة 1000 طفل مصري سنويا بحلول عام 2050، إذا استمرت التغيرات المناخية على هذا الوضع.

التدابير التي تتخذها مصر لمواجهة تغير المناخ

تبذل الحكومة المصرية جهودا على نطاق واسع لمواجهة تغير المناخ، وتعد مصر من الدول الموقعة على البروتوكولات الرئيسية لتغير المناخ، كما أن لديها العديد من المبادرات التي تقودها الحكومة والتي تهدف إلى حماية البيئة (أو على الأقل تقليل الأضرار الناتجة عن تغير المناخ)، وذلك ضمن مجموعة من المجالات التي تتراوح من الطاقة إلى إدارة النفايات وحتى الحد من استخدام البلاستيك. وتعكف وزارة البيئة حاليا على وضع استراتيجية تهدف إلى الحد من استهلاك الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة واستبدالها بالأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، وحصلت الوزارة على منحة قدرها مليوني دولار من الاتحاد الأوروبي لدعم الأبحاث التي تجريها في هذا الصدد. وتشمل الاستراتيجية أيضا تخصيص 6 ملايين يورو للمصانع المنتجة للبلاستيك لدعم إنشاء خطوط إنتاج الأكياس القابلة للتحلل، إلى جانب التعاقد مع 8 من كبار تجار التجزئة لاستخدام الأكياس القابلة للتحلل.

ولابد عند الحديث حول سياسات مصر الصديقة للبيئة أن نبرز التحول الذي تشهده البلاد نحو مصادر الطاقة المتجددة، لا سيما مع استكمال تشغيل مجمع بنبان الضخم للطاقة الشمسية في محافظة أسوان، والذي تبلغ تكلفته الاستثمارية 2 مليار دولار. ومن المقرر أن تبلغ القدرة الإنتاجية للمجمع الذي تبلغ مساحته 37 كيلو متر مربع نحو 1.5 جيجاوات من الطاقة النظيفة بمجرد تشغيله بالكامل، ومن المقرر افتتاحه رسميا نهاية الشهر الحالي. ويعد تطوير المجمع جزءا من خطط مصر لإنتاج 20% من احتياجاتها من الطاقة من المصادر المتجددة بحلول عام 2022 وأنت تصل هذه النسبة إلى 42% بحلول عام 2035.

قد تكون المبادرات الشعبية الأصغر حجما أقل شهرة، ولكنها مهمة أيضا: جري تأسيس العديد من الشركات الناشئة المصرية ذات التوجهات البيئية في السنوات الأخيرة، والعديد منها مرتبطة بداعمي التكنولوجيا الخضراء "آيس كايرو" و"آيس آليكس"، الأعضاء بشبكات دولية تعمل على تشجيع ريادة الأعمال المستدامة. هناك أيضا "منتدى القاهرة للتغير المناخي"، وهو منتدى مصري ألماني يعقد شهريا ويستضيف مناقشات بيئية مع صانعي السياسات حول العالم. هناك أيضا مؤسسة "YouthThinkGreen " والتي تهدف لزيادة وعي الشباب بالبيئة وتغير المناخ، وذلك من خلال العروض التعليمية داخل المدارس وخارجها. وهناك كذلك العديد من الشركات الناشئة، مثل Mobikya وUp-fuse وEl Nafeza ، والتي تعمل على تحويل النفايات إلى مواد قابلة للاستخدام، بينما تركز منظمة Greenish والتي تتواجد عبر الإنترنت على تقليل النفايات.

ولدينا حركة شبابية عربية لها أهداف مماثلة لتلك الخاصة بالناشطة البيئية السويدية جريتا تونبرج، وهذه الحركة هي حركة الشباب العربي للمناخ، والتي تعمل على خلق حراك بيئي على مدى الجيل بأكمله في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتأسست هذه الحركة قبيل انعقاد مؤتمر الدوحة لتغير المناخ عام 2012.

"سيكم" إحدى المؤسسات التي تحاول إعادة إصلاح المنظومة: سيكم، المالكة للعلامة التجارية المعروفة "إيزيس" للمنتجات العضوية، تطبق نهجا خاص بالزراعة في الأراضي الصحراوية المستصلحة بالقرب من القاهرة، والذي يؤكد على عدم استخدام الأسمدة الاصطناعية، ويعرف هذا النهج باسم "الزراعة البيوديناميكية". وينبعث من ذلك النوع من الزراعة قدرا أقل من الغازات، كما أنه من الأكثر احتمالا أن يؤدي إلى احتجاز الكربون في التربة، والذي يحدث عندما تسحب التربة ثاني أكسيد الكربون من الهواء. وهذا الأمر مشابه للزراعة العضوية. وقد وجد أن المحاصيل الناتجة عن الزراعة البيوديناميكية تكون أكثر مقاومة لتغير المناخ وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة للنمو من نظيراتها غير العضوية.

استخدام الزراعة البيوديناميكية لتشغيل مجموعة شركات التجزئة التابعة لشركة سيكم ليس الشيء الوحيد الذي تقوم به الشركة، إذ أنها تحتفظ أيضا بنظام سجل نتائج متوازن للاستدامة، والذي يتتبع المؤشرات ذات الصلة بالتحديات البيئية. كما تشارك الشركة على المستوى الدولي في المفاوضات المناخية التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ومع مجلس المستقبل العالمي، والاتفاق العالمي للأمم المتحدة، والمنتدى الاقتصادي العالمي، وعلى المستوى الوطني مع حركات تغير المناخ المحلية ومبادرات القطاع العام.

من بين المبادرات التي ينبغي على الحكومة البدء في تنفيذها، استراتيجية تعزيز التحول الأخضر التي أعلن عنها مؤخرا. وترى سيكم أن الإستراتيجية تلك تظهر "وعيا ملحوظا" بالاستدامة كمحرك للقدرة التنافسية والإمكانات المستقبلية. وتهدف الاستراتيجية إلى التركيز على الاستثمار في الحفاظ على المياه، وتعزيز كفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، والممارسات الزراعية المستدامة، والسياحة البيئية، والنقل الأخضر، ومشاريع تحويل النفايات إلى طاقة، وبرامج التخفيف من حدة الفقر. وتقول سيكم إن إحدى المنظمات غير الحكومية التي لعبت دورا هاما في هذا الصدد هي المجلس الوطني المصري للتنافسية.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).