الأحد, 10 يناير 2016

ماذا تحمل انتخابات الرئاسة الأمريكية لمصر؟

يتفق غالبية الأمريكيين أن حملات الدعاية للمرشحين بانتخابات رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية تستغرق وقتاً طويلاً جدًا، إذ تصل فترتها إلى عامين، ناهيك عن تكلفة تلك الحملات التي تقدر بنحو 2 مليار دولار. الحزبان الرئيسيان حاليًا – الحزب الديموقراطي ونظيره الجمهوري – يستعدان لإجراء الانتخابات التمهيدية بالعديد من الولايات ابتداءً من فبراير المقبل وحتى شهر يونيو. وستنعقد كذلك مؤتمرات عديدة لتحديد مرشح كل منهما في الانتخابات العامة المقرر انعقادها نوفمبر 2016.

غالبية الأمريكيين أيضًا لا يختلفون حول أهمية الاقتصاد والأمن القومي باعتبارهما قضايا رئيسية في انتخابات الرئاسة، خاصة وأن الهجمات الإرهابية التي وقعت بولاية كاليفورنيا الأمريكية والعاصمة الفرنسية باريس تركت الأمريكيين في حالة من التوتر والقلق بشأن قضايا أمنهم القومي.

الحزب الديموقراطي لديه الآن ثلاثة مرشحين رئيسيين، ولكن هيلاري كلينتون هي بوضوح المرشحة الأوفر حظاً. أما الحزب الجمهوري فلديه أكثر من عشرة مرشحين. وقد توقع أغلب المتابعين قبل عام من الآن أن يكون جيب بوش – ابن بوش الأب وشقيق بوش الابن – هو المرشح الأبرز بين الجمهوريين، ولكنه يحتل اليوم مرتبة متأخرة في جميع الاستطلاعات، ومن ثم نرجح فوز ماركو روبيو سيناتور فلوريدا ذا الأصول الكوبية بترشيح الحزب الجمهوري في سباق الرئاسة، رغم أن المتصدر الحالي لسباق المرشحين الجمهوريين هو دونالد ترامب – المطور العقاري الذي يفتقر لأي خبرة بالعمل السياسي.

صدارة ترامب تمثل أبرز المفاجآت على الساحة السياسية بالولايات المتحدة الأمريكية خلال 2015. ففي محاولة لجذب الناخبين المحافظين، اتخذ ترامب العديد من المواقف المتطرفة، من بينها الدعوة لبناء جدار عازل على طول الحدود مع المكسيك، وكذلك حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة.

ونصيحتي للأصدقاء من البلدان الأخرى، أن يتجاهلوا الخطاب الدائر في مناظرات الرئاسة الأمريكية، فالعديد من الأمريكيين يشعرون بالحرج من مواقف ترامب ولهجته المتطرفة. ومع ذلك، فهو مستمر في التقدم على باقي المرشحين الجمهوريين المحتملين بنسبة تتجاوز 30% من أصوات الناخبين الجمهوريين، وهو ما يعادل نحو 10% من إجمالي أصوات الناخبين في الولايات المتحدة. ونتوقع أن تتراجع تلك النسبة بصورة ملحوظة مع خروج المزيد من مرشحي الحزب الجمهوري. كما نتوقع أن يخسر ترامب حال دخوله في منافسة مباشرة مع روبيو.
ومن المرجح أن تكون الانتخابات بين
كلينتون وروبيو شديدة التنافسية. فروبيو مرشح شاب، تحبه الكاميرا، وله أصول كوبية، كما أن فلوريدا ولاية مهمة في حسم الانتخابات. ولكن هيلاري في المقابل ستكون مرشحة مفضلة للفوز، وستصبح أول سيدة تحمل لقب رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية. وسيصبح زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون أول من يحمل لقب “السيد الأول” في البيت الأبيض. العديد من الأشياء ستحدث للمرة الأولى هذا العام.

ستكون إدارة كلينتون أكثر محافظة وصرامة من إدارة أوباما. وباعتبارها كانت وزيرة للخارجية في إدارة أوباما على مدى أربعة سنوات، ستكون المواقف الأساسية للسياسة الخارجية مشابهة لإدارة أوباما، ولكن هيلاري ستكون من أكثر خبراء السياسة الخارجية الذين يصلون لمقعد الرئاسة في الولايات المتحدة. فقد عاشت في البيت الأبيض كسيدة أولى من عام 1993 وحتى عام 2001، وشغلت منصب عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك ثم عملت كوزيرة للخارجية. لا يوجد أي مرشح في كلا الحزبين يمتلك مثل هذه الخبرة في السياسة الخارجية.

وقد شجعت هيلاري توفير الدعم المالي للدول المحتاجة للتنمية الاقتصادية، وكانت من المؤيدين لصندوق المشاريع المصري الأمريكي. وأتوقع أن تبحث إدارة كلينتون المحتملة في المستقبل زيادة التمويل للمشروعات في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا، إذا كانت الظروف مواتية.

وبغض النظر عن اسم الفائز في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، فإن الرئيس القادم سيسعى للحفاظ على علاقات قوية مع مصر. وسيكون الدعم الاقتصادي لمصر أمرا أساسيا ضمن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لعدة أسباب. الأمن القومي هو الأهم، ولكن الدعم العسكري ليس كافيا. الاقتصاد المصري القوي مصحوبًا بالقطاع الخاص المتنامي سيكون دافعًا رئيسيًا لخلق فرص العمل الجديدة، هو مفتاح النمو والازدهار. وإذا ما أعيد بنك التصدير والاستيراد الأمريكي بصلاحياته إلى جانب مؤسسة الاستثمار الأمريكية (OPIC)، سيساعد ذلك على توفير رأس مال إضافي للقطاع الخاص. وكذلك فإن تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة على نفس القدر من الأهمية. كما أن الاستثمار بالمشروعات المختلفة في مراحلها الأولى سيوفر فرصًا جذابة للمستثمرين الأمريكيين. وبعد إعادة تقييم العملة، سيكون هناك زيادة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة القادمة من القطاع الخاص الأمريكي.

وفي الأغلب ستستفيد مصر، أيا ما كان الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولكن في كل الأحوال استعدوا لعشرة أشهر من الخطابات السياسية المزعجة والمتطرفة من مختلف ألوان الطيف السياسي الأمريكي.

عن الكاتب: جايمس أيه. هارمون هو رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة كارافيل مانجمينت، ومدير الاستثمار لصندوق كارافيل الدولي المحدود، وهو صندوق للأسواق الناشئة والمبتدئة تأسس عام 2004.
في عام 2004، تم اختيار السيد هارمون ليصبح رئيسا لمجلس إدارة معهد الموارد العالمية (WRI)، وهو معهد عالمي للسياسات والأبحاث.

ويشغل السيد هارمون أيضا منصب رئيس مجلس إدارة صندوق المؤسسة المصرية الأمريكية، وهي شركة خاصة تمولها حكومة الولايات المتحدة لتعزيز التنمية في القطاع الخاص المصري، مع التركيز بشكل خاص على خلق فرص العمل، والإدماج المالي والاستدامة.

عمل السيد هارمون قبل ذلك رئيسًا لمجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد الأمريكي في الفترة من يونيو 1997 وحتى يونيو 2001، إذ يعمل البنك على تمويل صادرات السلع والخدمات الأمريكية للأسواق الدولية. وقبل ذلك كان هارمون رئيسا لمجلس إدارة ورئيسا تنفيذيا لبنك الاستثمار شرودر فيرتهايم وشركاه.

كما كان السيد هارمون ممثل الولايات المتحدة في لجنة الخبراء رفيعة المستوى للاستثمار في البنية التحتية عام 2011، وهي لجنة يعينها وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين.
والسيد هارمون أيضا عضو في مجلس العلاقات الخارجية وعضو مجلس الأمناء الفخري لجامعة براون، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة براون الأمريكية ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال والعلوم المالية من كلية وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا الأمريكية.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).